عبّر المنتدى العراقي في بريطانيا عن قلقه البالغ بشأن القرار المثير للجدل الذي اتخذته وزارة الداخلية البريطانية بترحيل بعض المهاجرين العراقيين والسوريين والإيرانيين وغيرهم، ممن يصلون إلى المملكة المتحدة، إلى رواندا حيث سيجري هناك النظر في طلباتهم للجوء. وفي حال تمت الموافقة فسيبقون في هذا البلد الإفريقي.

وفي وقت لاحق، منع قرار قضائي ترحيل اول وجبة من اللاجئين، بعد تصميم حكومة بوريس جونسون على ترحيل المهاجرين المتسللين إلى أراضي المملكة المتحدة الى رواندا.

وبعد صدور القرار القضائي، والقرار الطارئ من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لم تقلع الطائرة التي اجرتها الحكومة لقاء مئات الآلاف من اليوروهات.

قلق بالغ

وقال بيان صدر عن المنتدى العراقي في بريطانيا، حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، ان “الجالية العراقية تشعر بقلق عميق بشأن مصير طالبي اللجوء اليائسين، الذين لم يكن أمامهم خيار سوى الفرار من بلدانهم بحثًا عن الأمان والكرامة”.

واضاف البيان، ان “طالبي اللجوء هم بشر ولا ينبغي معاملتهم كسلع”.

وطالب المنتدى بمراقبة فاعلة لأوضاع طالبي اللجوء الذين يتم ترحيلهم قسراً، لأن العديد من الذين فروا من بلدانهم يعانون من صدمة شديدة بسبب الحرب والعنف. ويعاني البعض أعراض انهيار عصبي كامل، بما في ذلك اللامبالاة الشديدة، وهم غير قادرين على العيش بصورة طبيعية ذهنيا وجسديا بسبب تجارب مؤلمة في بلدهم الأصلي وأثناء معاناتهم القاسية خلال رحلتهم إلى المملكة المتحدة.

وبالرغم من وعود السيطرة على الهجرة منذ بريكست، تؤكد الحكومة أنها ماضية في خطتها لإرسال طالبي اللجوء الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة، إلى هذه الدولة الواقعة على بعد أكثر من ستة آلاف كيلومتر في شرق إفريقيا، بهدف الحد من توافد طالبي اللجوء في رحلات خطيرة عبر بحر المانش.

وانتقدت الأمم المتحدة الخطة التي تحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين المحافظين، بينما يحاول بوريس جونسون استعادة سلطته بعدما أفلت من تصويت بحجب الثقة عنه من قبل حزبه.

خيبة أمل

ودفع هذا الموقف وزيرة الداخلية بريتي باتيل الى التعبير عن “خيبة أملها”، ومهاجمة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: قلت باستمرار أنه لن يكون تطبيق هذه السياسة سهلا، وأشعر بخيبة أمل لأن الطعون القانونية ومطالبات اللحظة الأخيرة منعت الرحلة الجوية اليوم من الإقلاع.

واضافت، أن “من المفاجئ جدا أن تتدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على الرغم من النجاحات السابقة المتكررة أمام محاكمنا الوطنية”.

وتابعت بيرتي في تصريح صحفي نقلته وكالات الانباء، أنه “لا يمكن أن تثبط عزيمتنا عن فعل الصواب وتنفيذ خططنا للسيطرة على حدود بلادنا”، موضحة أن الفريق القانوني للحكومة “يراجع كل قرار اتخذ بشأن هذه الرحلة والاستعداد للرحلة التالية يبدأ الآن”. من جهتها، أكدت الحكومة الرواندية، امس الأربعاء، التزامها في استقبال المهاجرين على الرغم من إلغاء الرحلة. جاء ذلك عبر لسان الناطقة باسم الحكومة يولاند ماكولو في تصريح لوكالة فرانس برس وقالت: إن “هذه التطورات لن تثبط عزيمتنا ورواندا ما زالت ملتزمة بالكامل العمل على إنجاح هذه الشراكة”.وأضافت أن “رواندا مستعدة لاستقبال المهاجرين عند وصولهم وتأمين الأمن والفرص لهم”.

في التطورات

وكانت السلطات البريطانية قد خططت الى ترحيل عدد من المهاجرين يصل إلى 130 من إيرانيين وعراقيين وألبان وسوريين في هذه الرحلة الأولى، وانخفض العدد بعد دعاوى فردية قدمها عدد منهم.

وفي اللحظات الأخيرة، أوقفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ترحيل طالب لجوء عراقي، مساء الثلاثاء، مستندة إلى إجراء طارئ مؤقت. وأثارت هذه الخطوة ارتياح منظمات مدافعة عن حقوق المهاجرين تعتبر خطة الحكومة قاسية وغير إنسانية.

واعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومقرها ستراسبورغ أنه يجب تأجيل إبعاد هذا العراقي إلى أن يدرس القضاء البريطاني شرعية القانون في تموز المقبل، ويتعلق الأمر خصوصا بالتأكد من حصول المهاجرين على إجراءات عادلة في رواندا ومن أن رواندا تعتبر دولة آمنة.

مهزلة قاسية

ورحبت جمعيات ومنظمات داعمة للاجئين بهذه النتيجة، ومن بينها “مجلس اللاجئين الذي عبر في تغريدة على تويتر عن “ارتياحه الشديد.”

وكتبت صحيفة “تلغراف” اليومية المحافظة أن “الحكومة البريطانية قد تعيد النظر في تبنيها المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان لتتمكن من تنفيذ استراتيجيتها على الرغم من الانتقادات، من الكنيسة الأنغليكانية إلى الأمير تشارلز الذي وصف الخطة بـ”المروعة” حسب صحيفة “ذي تايمز”، بينما تحدثت صحيفة “ذي غارديان” اليسارية عن “الفوضى” التي أحدثتها.