اخر الاخبار
  1. تبدأ اليوم الأحد اعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني.  ويعقد الحزب مؤتمره كل خمس سنوات. ويبلغ عدد أعضائه 97 مليوناً، وهو أكبر حزب شيوعي في العالم وثاني أكبر حزب سياسي في العالم بعد حزب بارتيا جاناتا  (حزب الشعب) الهندوسي العنصري. ويُعقد المؤتمر في ظل صراعات جيوسياسية متزايدة، توصف في الولايات المتحدة بـ “الحرب الباردة الجديدة”.

زعيم الحزب ومؤتمر استثنائي

سيكون شي جين بينغ أول زعيم، بعد ماو، يستمر في زعامة البلاد لأكثر من دورتين. بعد ان أُلغي مشروع القانون الذي حدد فترة تولي المنصب في عام 2018. والذي بموجبها يجب على مسؤولي الحزب الاستقالة من مناصبهم في سن 68 عامًا، وهو عرف غير رسمي عمل بموجبه الحزب لفترة طويلة. ويبلغ عمر شين جين بينغ حاليا 69 عاما.

يفترض شي جين بينغ أن الصين ستكون القوة الأولى في العام في عام 2049.  ويشكل هذا الافتراض قلقا غير مسبوق لواشنطن، فالصين تريد إزاحة الولايات المتحدة من موقع الدولة المهيمنة في العالم لتحل محلها. وهذا هو سبب تصاعد الصراعات، والحملة الامريكية ضد الصين، والضغط على الحلفاء للمشاركة فيها.  يجري التركيز على صورة العدو الصيني للتخفيف من آثار الانحدار النسبي للغرب، والذي يمثل له مأزقا جيوسياسيًا.

لقد واجه العالم الغربي صعود الصين السريع إلى المرتبة الثانية بمزيج من عدم الثقة والاستياء. إن ديناميكية الصين، التي يصعب ترويضها، تخلق خوفًا متزايدًا من التراجع إلى المستوى المتوسط ، وهو ما لا يريد الغرب قبوله.

من الواضح ان قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تدرك أن واشنطن وعواصم الغرب الرئيسة، تعد التطور الجاري، على أنه استفزاز ملموس، ان هناك أكثر من مليار انسان غير أبيض، بقيادة حزب شيوعي، ينافس الولايات المتحدة على تصدر الهيمنة في العالم.

المؤتمر والسياسة الخارجية

تحديات السياسة الخارجية، والتي ستتم مناقشتها في المؤتمر، تعكس موقع الصين عالميا.  لقد مثل اجتماع الدول الأعضاء في مؤتمر شنغهاي في مدينة سمرقند الأوزبكية قبل شهر نقطة تحول جيوسياسية. لقد ضم هذا الاجتماع زعماء دول في آسيا الوسطى، تفوق، الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بمرات عديدة من حيث السكان والمساحة، وتضم قوى نووية واقتصادية ناشئة، ودولا ذات موروث ثقافي عريق، ومناطق غنية بالمواد الخام.  لقد توسعت منظمة شنغهاي للتعاون، ودول أخرى في طريقها إلى الالتحاق بالركب. لعدة عقود، استندت السياسة الخارجية الصينية إلى مصطلحات “التوازن الناعم” و “التوازن الصعب”.  لكن الصعود الاقتصادي أدى إلى إعادة نظر أساسية في السياسة الخارجية. يوجه المنظرون الصينيون اهتمامهم بشكل متزايد نحو عمل علماء السياسة الخارجية الأمريكية. وتتأثر السياسة الخارجية اليوم في بكين بشكل متزايد بنظريات فانغ نينغ، أحد أبرز المنظرين السياسيين في الصين. لقد كتب في وقت مبكر من عام 1999، عند الفحص الدقيق، كان من المدهش أنه منذ انتصار الحلفاء على ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، لم تنتصر الولايات المتحدة في أي حرب بشكل مستدام.

تعد الصين نفسها “قوة عظمى”، دون الركون إلى ارث الامبراطوريات السابقة، على عكس مفاهيم النظام العالمي للولايات المتحدة الأمريكية. وتعكس وثيقة “معايير الصين العالمية 2035”، وهي ورقة استراتيجية نُشرت العام الفائت، هذا الاتجاه الجديد في السياسة الخارجية والدفاعية، والتي بموجبها تعتبر مرحلة المواءمة الدبلوماسية الأولية والتكيف مع ما هو قائم قد انتهت. والصين الآن تصبح، بنحو متزايد، أكثر فاعلية في تصميم السياسات العالمية، أي بصفتها “صانع قواعد” بدلاً من “مطبق لقواعد”. في عام 2001، تم إنشاء مجموعة منظمة شنغهاي للتعاون من قبل الصين وروسيا لتعمل كثقل موازن للهيمنة السياسية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الصين وروسيا، الدولتان الأكبر مساحة في العالم، يضم التحالف أيضًا الهند وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

هذه الدول هي أيضًا لاعبة رئيسة في مشروع الصين الطموح للبنية التحتية، مبادرة الحزام والطريق، المعروفة أيضًا باسم “طريق الحرير الجديد”. فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا والعلاقات بين موسكو وبكين، ليس هناك ما يشير إلى ظهور “كتلة شرقية كبيرة” جديدة. ومع ذلك، ترى الصين أن قوة الغرب آخذة في التآكل ومعها النظام السياسي العالمي، الذي ساد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وعلى الرغم من أن القيادة الصينية لم تدن الغزو الروسي لأوكرانيا، كما فعل الغرب ولا تدعم رسميًا العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، فإن بكين وموسكو لا تشكلان جبهة موحدة، لوجود تباينات في أولويات البلدين. الخبير الروسي بشؤون آسيا فاسيلي كاشين وصف مؤخرًا ديناميكيات العلاقة بين روسيا والصين بالتالي: “بمجرد أن تمارس الولايات المتحدة الضغط على روسيا والصين، تفعل كلتاهما شيئًا لإظهار تعاونهما العسكري والسياسي الوثيق”. اما بالنسبة للعلاقة مع الهند واليابان، فسنرى، إذا كان المؤتمر، في ضوء التطورات الأخيرة، سيطرح رؤية جديدة لها.

عرض مقالات: