اخر الاخبار

“تحالف اوربا من أجل السلام” يضم أكثر من 600 منظمة إيطالية طرحت العديد من المبادرات والمقترحات وأساليب التعبئة من أجل السلام في أوكرانيا، ضد الحرب وإعادة التسلح، والأخطار النووية. كما شكلت حركة واسعة متعددة، دعت بشكل جماعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، ومفاوضات وعقد مؤتمر سلام حول الحرب. وتلبية لندائه شارك أكثر من 100 ألف من جميع أنحاء إيطاليا في تظاهرة سلام، في الخامس من الشهر الحالي، في مركز العاصمة الإيطالية.

وتحضيرا لمسيرة العاصمة شاركت 100 مدينة إيطالية، في نهاية الأسبوع السابق، بمختلف الفعاليات والتجمعات، ومؤتمرات السلام وحفلات موسيقية. وشهدت ميلانو حشدا سريعا من أجل السلام، حيث تجمع قرابة خمسين شخصًا يرتدون ملابس بيضاء ويحملون لافتات كتب عليها “السلام” بجميع لغات العالم، لقراءة نص بريمو ليفي (كاتب إيطالي عاش مرارة معسكرات الاعتقال النازية) “الهدنة”.

على خطى بابا السلام

جاء الدعم من ماتيو زوبي، كاردينال بولونيا ورئيس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين، الذي نشر رسالة إلى “أولئك الذين يسيرون من أجل السلام”.

وقبل أسبوع من التظاهرة، نشر قادة 47 جمعية وحركة كاثوليكية وثيقة تدعو من هم في السلطة إلى إلقاء أسلحتهم - وعدم استخدامها، وعدم نشرها، وعدم التهديد باستخدام الأسلحة النووية - وإلى لاستئناف الحوار والدبلوماسية. ودعوا إلى الانضمام إلى صوت البابا فرنسيس في الدعوة إلى التزام أكثر تصميماً بالبحث عن السلام.

قوس قزح وأعلام حمراء

بدأت المسيرة بعد الساعة الواحدة ظهراً، مع وصول عمدة روما، روبرتو جوالتيري، إلى الساحة. انطلق المتظاهرون على نغمات أغنية الأنصار الشيوعيين الايطاليين “بيلا تشاو”. مجموعات مختلفة انضمت إلى تحالف السلام دون ان يتخلوا عن شعاراتهم ورموزهم: أعلام اتحاد طلبة الجامعات، وأعلام الحركة العمالية الكاثوليكية البيضاء. والشاحنة الكبيرة لمنظمة أي آر تس اي الثقافية مع صورة ضخمة لجدارية بيكاسو لغرنيكا محاطة ببالونات حمراء ولم تخطئ العين رايات النقابات الحمراء. وشارك في التظاهرة ممثلو شعوب عانت من حروب أخرى: فلسطين، إيران، أفغانستان، بورما، ومجموعة من الراهبات كرمز للتضامن مع ضحايا “جميع الحروب”. وساهم 10 متحدثين في التجمع الختامي مثلوا المنظمات الاجتماعية والثقافية والإنسانية.

أحزاب الوسط والعودة الى خطاب يساري!

الحزب الديمقراطي، وحليفه السابق حركة 5 نجوم، اللذان انتقلا إلى مقاعد المعارضة بعد الانتخابات الأخيرة، يحاولان التقرب إلى حركة السلام، والعودة لتوظيف الخطاب اليساري.

لقد واجه زعيم الحزب الديمقراطي انريكو ليتا رفضا من أكثرية المتظاهرين وقوبل بصفارات الاستهجان. وبهذا الخصوص قال رئيس الحزب الشيوعي إعادة التأسيس ماورتسيو اكيرو ان “المخادع ليتا هو داعية للحرب مزروع بين دعاة السلام”.

يحاول جوزيبي كونتي، زعيم حركة 5 نجوم ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، دفع حركته يسارا، لغرض احتواء ساحة اليسار وقوى السلام التي تعاني من عدم الاستقرار، ومن وجود فراغ قيادي منذ سنوات. في تصريحات لوسائل الاعلام قال: “سئمنا من الاستراتيجية التصعيد العسكري، ونحن بحاجة إلى طريق إلى سلام، من الصعب بنائه، لكن يجب علينا السير فيه مع هذه الدعوة التي تأتي من الأغلبية الصامتة في البلاد”.

أصوات يسارية

ماوريتسيو أكربوا، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي إعادة التأسيس، أكد ان مشاركة حزبه وتحالف “الاتحاد الشعبي”، موجودان على الرغم من هذا النفاق، “لأنه من المهم الآن تعزيز حركة السلام ووقف هستيريا العدوانية التي تقودنا إلى حافة الحرب النووية”. 

التظاهرة تدور حول “المطالبة بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، والقول لا لغزو بوتين وحرب الناتو والولايات المتحدة بالوكالة ضد روسيا، وحل دبلوماسي ومؤتمر سلام، ووقف تصدير الأسلحة وضرورة انضمام إيطاليا إلى اتفاقية حظر الأسلحة النووية. والدعوة لخفض الانفاق العسكري”.

الرئيس السابق لنقابة عمال المعادن اليسارية، جورجيو كريماششي، شدد على ان المطلب الفوري والحاسم لتظاهرة السلام اليوم هو وقف إطلاق النار. وهو موجه لجميع الأطراف المتحاربة، في روسيا وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، فاذا صمتت المدافع الآن، سيتوقف القتل أيضًا. وإذا توقف القتال، فسيتم إدراك عدم إمكانية الانتصار عسكريا في هذه الحرب، وأن روسيا لا يمكنها هزيمة أوكرانيا، وأن أوكرانيا لا يمكنها استعادة الأراضي المفقودة. وبعد الهدنة سيتم الانتقال إلى مفاوضات وتسويات سلام، والتي بدونها ستستمر الحرب إلى ما لا نهاية أو تتحول إلى كارثة نووية. ان الذين يؤيدون الهدنة لا يمكنهم دعم إرسال السلاح لتأجيج تلك النيران. والذين، مثل الحزب الديموقراطي، يخرجون إلى الشوارع من أجل السلام ولكنهم يصوتون بعد ذلك لصالح تزويد الأسلحة، هم غير أمناء من الناحية الأخلاقية والسياسية تجاه الآخرين وتجاه أنفسهم أيضًا.

هناك اليوم معسكران متعارضان: أحدهما يريد أن ينتصر في الحرب، بل ويخاطر بإبادة البشرية، والآخر يريد السلام، لأنه لا يمكن لأحد أن ينتصر في هذه الحرب القذرة. وليس هناك حل وسط، لأن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي صنع السلام. الهدنة الآن!

عرض مقالات: