اخر الاخبار

عاشت البرازيل في اليوم الاول من العام الجديد مراسيم تولي الرئيس لولا دي سلفيا مهام منصبه رئيسا للجمهورية والحكومة للمرة الثالثة، بعد ان انتصر في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية في 30 تشرين الاول الفائت على الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو بفارق نسبي، ولكن بأصوات قياسية تجاوزت 60 مليون ناخب.

وجرى الاحتفال الرسمي في إطار “مهرجان دو فوتورو” (مهرجان المستقبل). وبدأت الفعاليات الموسيقية في الساعة 10 صباحًا، واستمرت الى السادسة مساء بمشاركة 57 فنانا بينهم مشاهير الفن البرازيلي. وحضر الاحتفالات قرابة 300 ألف متفرج.

وحضر حفل التنصيب ممثلون لأكثر من 120 دولة، منهم 54 رئيس دولة وحكومة ونائب الرئيس الصيني وانغ كيشان. بالإضافة الى ملك إسبانيا ورؤساء ألمانيا وأنغولا وبوليفيا والرأس الأخضر وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وغيانا وغينيا بيساو وباراغواي والبرتغال وسورينام. وتيمور الجنوبية وأوروغواي وزيمبابوي.

وكان الجانب الصيني قد أوضح مسبقا أنه يرحب بخطط “لولا” لإحياء عمل مجموعة دول البريكس. وأعربت البلدان النامية عن رغبتها في أن تعود البرازيل مرة أخرى قوة دافعة دولية، بعد أن عزل الرئيس السابق البرازيل في الساحة الدولية، بسبب المواقف الرجعية والابتعاد عن التعددية.

في خطابه الأول كرئيس جديد للبلاد، وعد “لولا” بالتركيز أكثر على الحوار في السياسة الخارجية وتوسيع التعاون مع الدول المجاورة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا. والهدف الأساسي، بالنسبة له، تصفير عملية إزالة الغابات الاستوائية، وحماية أراضي السكان الأصليين. وأوضح لولا: “نحن البرازيليون نشعر بذنب كبير تجاه السكان الأصليين”، في إشارة إلى وزارة السكان الأصليين المنشأة حديثًا، والتي ستترأسها النائبة سونيا غواخارا.

وعبر الرئيس عن استغرابه من عودة البلاد الى الوضع الكارثي بعد 20 عاما من توليه منصبه لأول مرة. ووعد القائد النقابي السابق بأن الشركات المملوكة للدولة مثل بنك التنمية وشركة النفط بتروبراس ستلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة الفقر وفي إعادة تصنيع البلاد.

وجرت مراسيم تنصيب لولا دا سيلفا، في غياب سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو، الذي غادر البلاد قبل انتهاء ولايته، وبالتالي تجنب عملية تسلم لولا الوشاح الرئاسي. لقد غادر بولسونارو البرازيل متوجها إلى الولايات المتحدة قبل يومين وهو حاليًا في ضيعة من أملاك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفترة غير محددة. وبسفره المفاجئ، لم يتجنب بولسونارو المحاكمة المحتملة في البرازيل فقط. بل ووفق تصريحاته الخاصة، تجنب تكريم خليفته اليساري في حفل تنصيبه الرسمي.

وبدلاً من سلفه، تسلم لولا الوشاح رمزياً نيابة عن “الشعب البرازيلي” من طفل وممثل من السكان الأصليين وآخر من السود وامرأة وعامل ومتقاعد ومواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة. وعندما تحدث لولا عن “عدم المساواة الشديدة في البلاد”، انفعل واضطر إلى التوقف عن الكلام.

وطالب مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي بمنح الرئيسة السابقة ديلما روسيف، التي عزلت بانقلاب برلماني يميني، شرف تسليم الوشاح الرئاسي. وعلق الصحفي بريلر بيريس على تويتر: “ديلما هي الشخص المناسب لتقديم الوشاح للرئيس لولا. لشجاعتها، وعدم استسلامها، وبقائها في البلاد. ولأنها واجهت انقلابًا سياسيًا بكرامة، افتقدها خلفاؤها في السلطة”.

وبينما تجمع عشرات الآلاف ليشهدوا “البداية الجديدة في البرازيل”، لم تكن هناك احتجاجات مضادة من أنصار بولسونارو. وخشي مراقبون من قيام المتطرفين اليمينيين بإثارة أعمال شغب أو حتى تنفيذ هجمات في الحي الحكومي.  وسبق ان حاول أنصار بولسونارو قصف مطار العاصمة برازيليا لمنع لولا من تولي منصبه.

لقد تم تشديد الاحتياطات الأمنية لتولي المنصب والاحتفالات المصاحبة له. وأصدرت المحكمة العليا حظراً على حمل السلاح في مدينة برازيليا. وسمح فقط لخدمات الطوارئ الامنية بحمل السلاح.

في السنوات الأربع الماضية، زادت أعمال العنف لدوافع سياسية في البرازيل بنسبة 400 في المائة. وفي الأشهر المقبلة، سيتعين على لولا التعامل مع ارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة الاجتماعية والعنف باستخدام الأسلحة النارية وعمليات إزالة الغابات الاستوائية أيضا.

عرض مقالات: