اخر الاخبار

ردا على أعمال العنف وإشاعة الفوضى المستمرة من قبل مؤيدي حاكم ولاية سانتا كروز اليميني المسجون لويس فرناندو كاماتشو، دخلت قوى اليسار والحركات الاجتماعية في بوليفيا حالة تأهب.

وفي بداية كانون الثاني الحالي، التقى ممثلو أكبر تحالف لمنظمات السكان الأصليين والمنظمات المهنية والاجتماعية (ميثاق الوحدة) والاتحاد العام لنقابات العمال في بوليفيا من أجل التضامن مع الرئيس اليساري في القصر الجمهوري، مؤكدين دعمهم لـ “عملية التغيير الموحد”.

وبينما يستمر تصعيد أعمال العنف من قبل أنصار كاماتشو، خاصة في سانتا كروز، غطت المسيرات التضامنية مناطق البلاد الأخرى وشوارع جميع المدن الكبرى، مطالبين بالكشف عن جميع تفاصيل وخلفيات انقلاب 2019، وإدانة جميع المتورطين فيه، وخصوصا لويس فرناندو كاماتشو، الذي يعد من المسؤولين الرئيسيين عن المذابح في ساكابا وسينكاتا ويطالبون باتخاذ اشد العقوبات بحقه.

ويعتبر مؤيدو الحكومة اليسارية تدمير المرافق العامة من قبل منظمة شباب اليمين المتطرف في سانتا كروز، عملية زعزعة مقصودة لسلطة الدولة واستمرارا مع سبق الإصرار لنهج المحاولات الانقلابية.

وتعرضت مباني الدولة والشرطة، فضلاً عن منازل وزير الأشغال والخدمات والإسكان إدغار مونتانيو وعمدة مدينة سانتا كروز جوني فرنانديز، لهجمات متكررة في الأسابيع الأخيرة.

خلفيات الصراع

وانطلقت الاضطرابات بعد اعتقال الحاكم اليميني كاماتشو في 28 كانون الأول، وهو محتجز الآن في سجن تشونشوكورو شديد الحراسة في العاصمة لاباز، على ذمة التحقيق لمدة أربعة أشهر. ووفق لائحة الاتهام في قضية الانقلاب، يواجه القيادي اليميني تهما بالإرهاب والتآمر ونشر خطاب الكراهية خلال انقلاب 2019.

وأضافت محكمة الجنايات المسؤولة، أخيرا، إلى لائحة الاتهام تهم “رشوة وإغراء جنود”. بالإضافة الى ذلك تخضع رئيسة حكومة الانقلاب جانين أنيز، ووالد كاماتشو، وثلاثة وزراء سابقين وقائدان للجيش والشرطة للتحقيق.

ويعتبر كاماتشو شخصية رئيسية في الانقلاب وما تلاه من مذابح في ساكابا وسينكاتا، والتي خلفت أكثر من عشرين قتيلاً. وأدى الانقلاب إلى استقالة الرئيس المنتخب ديمقراطيا إيفو موراليس، وانتقاله الى الارجنتين. وموراليس هو أول رئيس جمهورية من السكان الأصليين (الهنود الحمر). لقد اقتحم كاماتشو القصر الرئاسي حينها وهو يحمل العلم بيد والكتاب المقدس باليد الأخرى، وأعلن أمام الكاميرات: “إن الكتاب المقدس يعود إلى القصر الحكومي”. ثم انحنى على الكتاب المقدس والعلم الذي وضعه على ختم الرئيس وقال: “ لن يعود أبدًا. اليوم يعود المسيح إلى قصر الحكومة. بوليفيا مع المسيح”.

سانتا كروز هي المركز الاقتصادي لبوليفيا. لقد تصاعد الصراع بين النخب القديمة والقطاعات السياسية اليمينية واليمينية المتطرفة في سانتا كروز من ناحية، وأغلبية السكان الأصليين من ناحية أخرى، منذ تولى الرئيس اليساري موراليس مهام منصبه لأول مرة في عام 2006.

في الآونة الأخيرة، أشعل كاماتشو الاستقطاب مرة أخرى، بعد إضراب استمر 36 يومًا في سانتا كروز، دعا إلى إعادة تركيز المعركة على “الفيدرالية”.

وينص الدستور الذي تم إقراره في استفتاء عام 2009 على أن بوليفيا هي “دولة اجتماعية ومتعددة القوميات وقانونية وموحدة، ومجتمع حر، ومستقل، وذو سيادة، وديمقراطي، ومتعدد الثقافات، ولا مركزي، ويتمتع بالحكم الذاتي”، و”شكلها الحكومي. هي ديمقراطية تشاركية وتمثيلية ومجتمعية”.

في بداية شهر كانون الثاني الحالي، كانت هناك مسيرات منفردة من قبل أنصار الحاكم اليميني المتطرف من أجل إطلاق سراحه، لكنها كانت أقل بكثير مما كان متوقعا. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ هجمات حرق متعمد لمبان حكومية ومقرات الشرطة، ونظمت المعارضة اليمينية حملات لنشر معلومات كاذبة حول اعتقال كاماتشو وظروف سجنه.

من جانبها، اعدت إدارة السجون تقريرًا عن حالة الحاكم السجين وقدمته إلى لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان.

في هذه الأثناء، وبالنظر إلى استمرار أعمال العنف في البلاد، لا يفوت الرئيس اليساري الحالي آرس أي فرصة لإظهار التضامن المتبادل مع النقابات والمنظمات الاجتماعية. ويشكر حلفاءه السياسيين كل يوم تقريبًا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على دعمهم ويدعو إلى “الدفاع عن الديمقراطية”.

الفرصة التالية لتعزيز التماسك السياسي ستكون في 22 كانون الثاني الحالي، يوم دولة بوليفيا المتعددة القوميات، والذي دعا الرئيس ـ في مناسبته ـ جميع الحركات الشعبية والمنظمات الاجتماعية إلى العاصمة لاباز.

عرض مقالات: