اخر الاخبار

شملت الزيارة الأولى للمستشار الألماني هلموت شولتس الى أمريكا اللاتينية الأرجنتين والبرازيل وتشيلي. ووفقًا للتصريح الصادر عن الحكومة الألمانية ناقش شولتس مع نظرائه في الدول المذكورة مواصلة توسيع التعاون الاقتصادي والشراكات في مجالات الطاقات المتجددة وحماية المناخ. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة “نتائج الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا”. وعند تناول ملف تصدير الأسلحة الى اوكرانيا، جوبه الموقف الألماني بالرفض.

وفي البرازيل التي كانت المحطة الأخيرة في رحلته، شدد المستشار الألماني على أن حماية غابات الأمازون، باعتبارها الرئة الخضراء للأرض، مهمة ليس فقط للمنطقة ولكن أيضًا للمناخ العالمي. وقال المستشار في مؤتمر صحفي: “إنها أنباء سارة جدا لكوكبنا، أن يلتزم  الرئيس لولا بمكافحة تغير المناخ وحماية غابات الأمازون ووضع حد لازالتها”.

تعاون اقتصادي ورفض للعسكرة والعقوبات

وعند تناول الغزو الروسي لأوكرانيا، اتفقت جميع الأطراف على ادانته، لكن الزعماء الأمريكيين اللاتينيين رفضوا طلب المستشار بتزويد أوكرانيا بالأسلحة. وقال الرئيس البرازيلي في المؤتمر الصحفي المشترك ان “البرازيل ليست لديها مصلحة في تصدير الذخيرة لاستخدامها في الحرب الأوكرانية الروسية”. وان “البرازيل بلد سلام. ولهذا السبب لا تريد أي مشاركة في هذه الحرب، حتى ولو بشكل غير مباشر”.

وكان لولا قد أعلن أولويات حكومته قبل زيارة شولتس في مكالمة مع الرئيس الفرنسي ماكرون، عندما رفض الدعوة للمشاركة في الإجراءات ضد روسيا، مشددا على ان حرب البرازيل الوحيدة هي الحرب على الفقر.

وساطة برازيلية

وقال لولا في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني: “من الضروري تشكيل مجموعة من دول تتمتع بالقوة الكافية والاحترام لتجلس مع الطرفين الى طاولة المفاوضات”. و”مثلما تم تشكيل مجموعة العشرين للتغلب على الأزمة الاقتصادية عام 2008، نريد إنشاء مجموعة بلدان يمكنها مناقشة إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا”. واضاف ان من المهم إشراك الصين: “أصدقاؤنا الصينيون يلعبون دورا هاما للغاية. وحان الوقت لتدخل الصين”. وقال انه تحدث مع الرئيس الفرنسي ماكرون بشأن المبادرة.

وكانت البرازيل من بين 141 دولة، بضمنها الأرجنتين وتشيلي، صوتت في إذار 2022 في الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم قرار “استبعاد” الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها اتخذت موقفًا محايدًا وصوتت ضد المشاركة في عقوبات مضادة لروسيا، مثل غالبية بلدان أمريكا اللاتينية.

وقال لولا إن العقوبات ضد روسيا أثرت أيضًا على اقتصادات المناطق الأخرى: “الآن علينا دفع فاتورة الحرب. على الأرجنتين وبوليفيا أيضًا الدفع. إنهم لا يعاقبون بوتين. انهم يعاقبون العديد من البلدان المختلفة، ويعاقبون الإنسانية”. والمعروف ان الرئيس البرازيلي يحمّل البلدان الغربية وأوكرانيا الى جانب روسيا مسؤولية في اندلاع الحرب واستمرارها.

وفي الارجنتين أيضا

على الرغم من أن المستشار الالماني كان ناجحًا في تعزيز التعاون الاقتصادي في بوينس آيرس، إلا أنه لم يتمكن من إقناع الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز بالمشاركة في تحالف تصدير الأسلحة الى أوكرانيا.

وقد تم التوقيع على اتفاقيتين حول التعاون في مجال تعزيز الشركات الناشئة وفي قطاع الطاقة بحضور فرنانديز وشولتس. وقال الرئيس الأرجنتيني إن بلاده تريد أن “تصبح منتجا آمنا للغاز في العالم” وأن توسع طاقتها الإنتاجية. ووفقا للرئيس الأرجنتيني، فإن النقاش حول اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي واتحاد أمريكا الجنوبية ميركوسور يجب ألا يطول أكثر من ذلك. وسوف يفيد الاتفاق الطرفين.

ورفض الرئيس الارجنتيني بوضوح ة تصدير الأسلحة. على الرغم من إدانة الأرجنتين للهجوم الروسي، إلا أن الرئيس ألبرتو فرنانديز لا يريد دعم أي من طرفي الصراع بالسلاح. وترفض حكومة الأرجنتين فرض عقوبات على روسيا ايضا.

يذكر ان المستشار الألماني فشل في زيارته إلى إفريقيا في أيار 2022، وخلال “جولته المناهضة للصين” في جنوب شرق آسيا في تشرين الأول الماضي، في كسب اكثرية البلدان التي زارها لدعم العقوبات ضد روسيا، باستثناء سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا.

عرض مقالات: