اخر الاخبار

تعرضت حكومة اليمين في الإكوادور بزعامة الرئيس الليبرالي الجديد غييرمو لاسو لهزيمة كبيرة في الانتخابات المحلية والإقليمية، التي جرت الأحد الفائت. وفي المقابل، فاز حزب الرئيس اليساري الإكوادوري السابق رافائيل كوريا “ثورة المواطنين” بالعديد من حكام المحافظات وعمد البلديات. وحتى يوم الثلاثاء الفائت (بالتوقيت المحلي)، أصبح من الواضح أيضًا أن غالبية المواطنين رفضوا جميع الأسئلة الثمانية حول الاستفتاء الذي أراد رئيس الدولة والحكومة من خلاله المضي قدمًا لإجراء سلسلة من التغييرات الدستورية.

وبينما كان لاسو يعترف بالهزيمة، احتفل اليسار، الاثنين، بانتصاراته.

رفض لسياسة اليمين

وفي تقييم لنتائج الانتخابات، قال الحاكم الذي أعيد انتخابه لمقاطعة بيتشينتشا، التي يبلغ عدد سكانها 3.2 مليون نسمة، باولا بابون: “هذا رفض واضح للحكومة وبداية لإعادة إعمار بلادنا”. وأضاف “لقد حصلنا على أصوات أكثر من أي وقت مضى”. وقال رافائيل كورياس، وكيل وزارة الخارجية السابق، إن هذا أيضًا نجاح للحركات التقدمية في أمريكا اللاتينية. لقد ادرك الناخبون أن الحكومات التقدمية فقط هي التي يمكنها التغلب على الأزمات. الرئيس الأكوادوري السابق، اليساري روفائيل كوريا (2007 - 2017)، الذي يعيش في المنفى بسبب الملاحقة “القانونية” من قبل خلفائه اليمينيين، قاد الحملة الانتخابية لحركته من المكسيك.

في غواياكيل ـ أكبر مدينة، والمركز الاقتصادي التقليدي وفي نفس الوقت أكبر ميناء في الإكوادور ـ فاز حزب “ثورة المواطنين” اليساري برئاسة البلدية، وبالتالي أنهى حكم حزب اليمين الاجتماعي المسيحي الذي استمر 31 عامًا في حكم الميناء. وفي العاصمة كيتو والعديد من المدن والمحافظات الأخرى، انتصر المرشحون اليساريون على شاغلي المناصب السابقين.

وهنأ روفائيل كوريا، يوم الاثنين، عبر تويتر بالانتصار على اليمين. وعلى العموم فاز مرشحو اليسار برئاسة 6 محافظات و31 بلدية.

وتمت دعوة حوالي 13.5 مليون ناخب لانتخاب 23 محافظا و221 رئيس بلدية ومئات من أعضاء مجالس المحافظات والمدن وأعضاء مجلس المشاركة المدنية والرقابة الاجتماعية. وعلى الرغم من أن التصويت إلزامي لجميع المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما في الإكوادور، تخلف عن التصويت 2.6 مليون ناخب. وبحسب المجلس الوطني للانتخابات، بلغت نسبة المشاركة 80.7 في المئة. لقد كان انتصار اليسار الساحق مفاجأة للكثيرين، حيث شهدت الإكوادور أعنف عملية انتخابية في تاريخها. وتم قتل خمسة من المرشحين وأنصارهم وأصيب عشرة آخرون بالرصاص أو الطعن بالآلات الجارحة. وعشية الانتخابات، قُتل عمر مينينديز، مرشح “حزب ثورة المواطنين” اليساري لمنصب عمدة بلدية بويرتو لوبيز. وعلى الرغم من اغتياله، حصل على 46.2 في المائة من أصوات الناخبين، وفاز في الانتخابات. ووفقًا للقوانين النافذة يمكن ان يشعل مقعده مرشح بديل من نفس الحزب.

فشل استفتاء السلطة

كارثة أخرى حلّت بالحزب الحاكم الا وهي نتيجة الاستفتاء على تغيير الدستور. حيث أعلن لاسو في الخريف الفائت بعد التظاهرات والإضرابات والاحتجاجات التي قامت بها جماعات السكان الأصليين ضد تزايد الفقر والعنف، أنه يريد إجراء استفتاء على ثماني قضايا لـ “معالجة المشاكل التي لم تتمكن الإكوادور من حلها”. وعلق الخبير الاقتصادي الإكوادوري ماورو أندينو في مقابلة مع راديو وتلفزيون فيس على أن “الرفض” الواضح للاستفتاء هو “دليل قاطع على رفض الشعب لللاسو”. وبعد فترة وجيزة من اعتراف رئيس الحكومة بالهزيمة، دعا الأحزاب السياسية الأخرى إلى “وحدة وطنية كبيرة”، فيما رفض كوريا محاولة لاسو، ودعا إلى الإطاحة به قبل نهاية فترة ولايته. ونحن بحاجة إلى تجاوز فكرة أن الديمقراطية تنتظر الانتخابات كل أربع سنوات. نقل عن كوريا قوله على موقع تليفزيون الاكوادور على الانترنت يوم الاثنين: “لاسو عملية احتيال كبيرة وشريك في تدمير البلاد، ويجب اسقاطه”.

أهمية انتصار اليسار

تأتي أهمية هذا الانتصار، من كونه يأتي بعد فوز اليمين في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية، في 11 نيسان 2021، بعد ان فاز مرشح تحالف “الاتحاد من اجل الأمل” اليساري أندريس أراوس، في الجولة الأولى منها في 7 شباط من نفس العام بنسبة 32,71 في المائة، وتقدم التحالف الكتل المتنافسة في الانتخابات البرلمانية أيضا، لكن عدم توحد قوى اليسار لدعم المرشح اليساري الفائز، بسبب التنافس غير المجدي، والروح الفئوية الضيقة، كان قد ساعد اليمين على القفز الى السلطة.

عرض مقالات: