، في حين دعا وزيران في حكومة بنيامين نتنياهو للتصعيد ضد الفلسطينيين.

وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا.

وجرى الاقتحام قبيل بدء عيد الفصح اليهودي، الذي يتم الاحتفال به من الخامس إلى 12 نيسان الجاري، وبررته سلطات الاحتلال بوجود من وصفتهم بالمحرضين داخل المسجد.

وأظهرت مقاطع فيديو اعتداء الشرطة الإسرائيلية بالضرب على المعتكفين وبينهم نساء في باحات المسجد الأقصى، وتكبيل أرجل المعتقلين.

وعقب إخراج المعتكفين والمصلين، اقتحم مستوطنون باحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت إلى اقتحام الأقصى وذبح القرابين داخل باحاته بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الليلة الماضية المسجد الأقصى خلال صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المصلى القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية.

ورفعت مآذن القدس دعوات للنفير العام إثر الاقتحام، في حين خرجت مسيرات بالضفة الغربية وقطاع غزة نصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بانتهاكات الاحتلال.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مساعي دولية للتهدئة بعد إطلاق صواريخ من غزة والأحداث في المسجد الأقصى.

صواريخ وغارات ودعوات للتصعيد

وردا على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، أطلقت المقاومة الفلسطينية نحو 10 صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.

وأصاب أحد الصواريخ مصنعا في مستوطنة سديروت، وتبنت القصف ألوية الناصر صلاح الدين.

ورد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي استهدف مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحمل حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.

في هذه الأثناء، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الحكومة إلى الرد بقوة على إطلاق صواريخ من غزة وليس بقصف أماكن غير مأهولة، وفق قوله.

أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فدعا الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية “السور الواقي 2” في الضفة الغربية تبدأ في نابلس وجنين.

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الأحداث في الأقصى زادت التوتر في غزة والضفة، مضيفا أن أي صاروخ يطلق نحو إسرائيل سيقابل برد مناسب وفعال.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال إن حكومته تعمل للحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة الموقف بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى.

وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب وجاهزية على كافة الجبهات والساحات عشية عيد الفصح اليهودي، كما أعلن تعزيز قواته على الطرقات في الضفة الغربية.

إدانات فلسطينية وعربية

وفي ردود الفعل، نددت الرئاسة الفلسطينية باقتحام المسجد الأقصى، وحذرت من أن تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة سيؤدي لانفجار كبير.

ونددت حكومات كل من العراق وإيران وتركيا قطر والسعودية ومصر والأردن والكويت، والجامعة العربية بالاقتحام الإسرائيلي الجديد للمسجد الأقصى، ودعا الأردن ومصر إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث التصعيد الإسرائيلي، في حين حذر وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بالخارجية البريطانية من أن ذلك قد يؤجج العنف.