اخر الاخبار

عبّر الشيوعيون الفرنسيون عن فرحهم باستطلاع للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي وأبحاث السوق (إي اف أو بي)، في 13 نيسان الجاري، رأى أكثر المشاركين فيه، إن فابيان روسيل السكرتير الوطني للشيوعي الفرنسي، هو الشخصية القادرة على جمع أوسع قوى اليسار في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وحصل روسيل على 34 في المائة، يأتي بعده برنار كازينوف من الحزب الاشتراكي (27 في المائة) وجان لوك ميلينشون من حركة «فرنسا الابية» (26 في المائة). اما في أوساط اليسار، فقد جاء ميلينشون أولا، بحصوله على (54 في المائة)، يليه فابيان روسيل (49 في المائة)، وبعده والمخرج وعضو الجمعية الوطنية فرانسوا روفين (47 في المائة).

جاءت نتائج الاستطلاع منعشة للشيوعيين الفرنسيين الذين تعرضوا لهجوم عنيف من قبل أطراف في تحالف اليسار «التحالف الايكولوجي الاجتماعي الشعبي جديد». وكان زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي قد قال في افتتاح المؤتمر الـ 39 لحزبه، الذي استضافته مدينة مرسيليا في أيام 7 – 10 نيسان الجاري، ان تحالف اليسار الحالي قد تجاوزه الزمن. ودعا أحزاب اليسار الأخرى إلى الانفتاح على تجمع واسع النطاق ليسار الوسط، في إشارة الى جناح من الحزب الاشتراكي. وذكر بالاسم رئيس الوزراء السابق برنارد كازينوف، مثلا للحلفاء الذين يجب استعادتهم. يذكر ان التنظيم المذكور لم ينضم الى تحالف اليسار الحالي، لتقاطعه مع سلوك جان لوك ميلينشون.

توترات في تحالف اليسار

أثار موقف قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي جاء وسط التعبئة ضد «اصلاح نظام التقاعد» سلسلة من ردود الفعل الغاضبة. النائبة عن حزب الخضر ساندرين روسو، كتبت في تغريدة على تويتر، ان الجبهة الشعبية يمثلها تحالف اليسار القائم. ودعا مانويل بومبارد، زعيم جماعة إنسوم، الشيوعيين إلى «توضيح» مرة وإلى الأبد موقفهم من تحالف اليسار الحالي. من جهته، حث روسيل «الحلفاء» على «الاهتمام بشؤونهم الخاصة». وقال في ختام المؤتمر: «لا يجب على أحد أن يملي على الشيوعيين كيف يصوتون، وكيف يفكرون ويتصرفون، أو مع من يمكن أن يتحاوروا. نحن مستقلون، نحن أحرار، نحن شيوعيون».

ولم تختف التوترات ابدا بين الحزب الشيوعي، وحركة فرنسا الابية على الرغم من العمل سوية في إطار تحالف اليسار (145 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية). ولم يغفر جان لوك ميلينشون، الذي أراد حشد كل اليسار خلفه، اشتراك الشيوعيين في انتخابات الرئاسة بمرشح مستقل، لقناعته بالحاجة لأصوات ناخبي الشيوعيين في الجولة الثانية لهزيمة زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان. ويعود الخلاف الى السلوك غير الودي لميلينشون تجاه الحزب الشيوعي، الذي نظم حملة لدعمه في انتخابات عام 2017، لكنه تعامل مع الشيوعيين بتعالٍ، وأنهم ليسوا اكثر من «جامعي أصوات»، واساء لهم في مناسبات عديدة.

بالنسبة لزعيم الحزب الشيوعي مثلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة «لحظة صعود». ويرى الكثيرون من الشيوعيين ان روسيل دافع عن الحزب ضد عجرفة ميلينشون.

هل يستطيع اليسار الفرنسي تجاوز خلافاته وتقاطعاته، ليقطع الطريق امام الصعود المستمر لزعيمة اليمين المتطرف؟ هذا ما ستكشفه الأسابيع والاشهر المقبلة. ان تجميع أوسع تحالف لقوى يسار الوسط، يتطلب بالتأكيد برنامج الحد الأدنى، غير المحكوم بحدود الأيدولوجيا، وعلاقة بين أطراف اليسار مبنية على التكافؤ واحترام استقلالية الآخر دون وصاية او تحجيم.

المؤتمر الـ 39

واثناء أجواء التوتر مع حزب الخضر، اعيد انتخاب فابيان روسيل، في آخر أيام المؤتمر 39، سكرتيرا وطنيا للحزب الشيوعي الفرنسي بأصوات 80,4 في المائة من المندوبين. وكان مندوبو المؤتمر، البالغ عديده 700، يمثلون 40 ألف عضو، قد أقروا الوثيقة السياسية المقدمة من روسيل، والموسومة «الطموحات الشيوعية لأيام جديدة سعيدة»، بنسبة 82 في المائة. وطرحت وثائق سياسية أخرى لم تحصل على الأكثرية.

هيمنت الى حد كبير، على أجواء المؤتمر، المعركة الحالية ضد «إصلاح» نظام التقاعد. وتم خلال المناقشات التأكيد على أن المقاومة لا تقتصر على خطط الإصلاح المرفوضة من قبل ثلثي السكان، بل هي أوسع بكثير وموجهة ضد الظلم الاجتماعي الذي يتزايد نتيجة سياسات الرئيس. إيمانويل ماكرون وحكومته.

وأكد روسيل، انه لا غنى عن الحزب الشيوعي في الكفاح ضد هذه السياسة. وان كل من توقع «نهاية التاريخ» واختفاء الحزب الشيوعي قبل ثلاثين عاما كان مخطئا جدا. وعلى الرغم من أن الأفكار الشيوعية اثقلت بسلبيات التجارب السابقة، إلا أنها لا تزال في الجوهر صالحة. وإن هيمنة حكم الرأسمالية محكوم عليها بالفشل.

أهمية الصراع الطبقي

أكد استطلاع أجراه معهد (إي اف أو بي) بتكليف من جريدة اللومانتيه، ان 83 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أن الصراع الطبقي لا يزال مهما، وان 73 في المائة من مؤيدي الحزب الجمهوري اليميني المعارض يتبنون الرأي نفسه. ويرى 80 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، انه يجب حماية قطاعات الصحة والتعليم والإسكان من المنافسة وقوانين اقتصاد السوق لصالح جميع المواطنين. ويرى 72 في المائة ضرورة قصوى لمنح العاملين دورا أكبر في ادارة الشركات. ويعتقد 64 في المائة، في إمكانية بناء مجتمع قائم على التعاون وتقاسم السلطة. ويحمل 56 في المائة النظام الرأسمالي مسؤولية الكارثة المناخ.

عرض مقالات: