يسار الإكوادور في طريقه للعودة إلى السلطة، بعد أن حل رئيس الجمهورية اليميني، غييرمو لاسو، البرلمان في 17 أيار الفائت، ليتجنب عزله من منصبه بتهمة الاختلاس، وتبدو فرص انتصار اليسار جيدة في الانتخابات المبكرة، التي ستجري في 20 آب المقبل.

استطاع حزب “ثورة المواطن” بزعامة الرئيس اليساري الأسبق روفائيل كوريا المقيم في منفاه البلجيكي من فرض نفسه في الانتخابات المحلية التي جرت في شباط الفائت.  وسيدخل الحزب الانتخابات المبكرة بمرشحته لويزا غونزاليس لمنصب الرئيس وأندريس أراوز لمنصب نائب الرئيس.  أعلن الحزب الترشيحات رسميا، بعد ان اعتذر النائب السابق للرئيس كوريا خورخي جلاس الترشح لخوض السباق الانتخابي، مفضلا دعم حزبه كمدير للحملة الانتخابية.

المرشحة الرئاسية لويزا غونزاليس البالغة من العمر 45 عامًا هي محامية متخصصة في الاقتصاد والتنمية الدولية.  وهي عضوة في البرلمان الإكوادوري منذ عام 2021. والمرشح لمنصب نائب الرئيس أندريس أراوز جالارزا، الاقتصادي البالغ من العمر 38 عامًا، كان مرشح الحزب الرئاسي في الانتخابات الأخيرة عام 2021، واستطاع الفوز في جولتها الأولى بحصوله على 32 في المائة، مقابل 19 في المائة للرئيس اليميني الحالي. لكنه خسر جولة الانتخابات الثانية لصالح منافسه بفارق ضئيل. كانت أسباب انتصار المصرفي الليبرالي الجديد هي الانقسام داخل معسكر اليسار ودعوات منظمات السكان الأصليين للتصويت بأوراق بيضاء. وبينما أعلنت “الحركة المتجددة” (يمين الوسط) بزعامة البطل الأولمبي العالمي لرياضة المشي ثلاث مرات جيفرسون بيريز دعمها للمرشحين اليساريين، لم تعلن أحزاب اليسار الأخرى موقفها النهائي حتى الآن، فهل سيعود اليسار في الاكوادور الى السلطة من جديد؟ كما هو الحال في بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى، سيعتمد الأمر إلى حد كبير على وحدة قوى اليسار والتقدم في البلاد.

أعلن الرئيس المنتهية ولايته غييرمو لاسو، الذي تم انتخابه في عام 2021، أنه لن يترشح لولاية جديدة، لكنه يقوم بالفعل بحملة قوية من أجل انتصار اليمين، موظفا أساطير المؤامرة. وبينما أدانت شخصيات معارضة حل البرلمان ووصفته بأنه “عمل يائس وغير دستوري من قبل حكومة فاشلة”، زعم لاسو في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) الامريكية أنه أحبط “خطة مروعة” تهدف إلى “السماح للرئيس الاسبق رافائيل كوريا بالعودة إلى السلطة”. ويحكم لاسو، منذ منتصف أيار البلاد بالمراسيم. ويفرض بلا رحمة أجندته الليبرالية الجديدة.  ومن الأمثلة على ذلك وقع في 31 أيار مرسومًا يقيد المعايير البيئية والمشاركة العامة في منح الامتيازات لاستخراج المواد الخام. وحذر ليونيداس إيزا، رئيس اتحاد القوميات الأصلية في الإكوادور (كوناي)، بعد تعطيل البرلمان، ان الرئيس يصدر الآن “قرارات تسمح بتوغل الشركات متعددة الجنسيات”. وأعلنت كوني وجماعات المجتمع المدني الأخرى عن إجراءات ضد المرسوم يوم الثلاثاء. وقبل فترة وجيزة من هذه الاحتجاجات ضد إدارته، غير لاسو في 8 حزيران الحالي حكام سبع مقاطعات من مقاطعات البلاد الـ 19 دون أية تبرير.

وفي الوقت الذي يحاول فيه الرئيس المنتهية ولايته، ترسيخ نهج الليبرالية الجديدة في الإكوادور، يطالب أعضاء الكونغرس الأمريكي بفتح تحقيق في صفقات لاسو العقارية السرية. وفقًا لصحيفة “نوي هيرالد” اليومية الصادرة في ميامي، فإن الرئيس الحالي وشقيقه دانيلو كاريرا أخفيا ملايين الدولارات في جنوب فلوريدا واستثمرا في ممتلكات عقارية واسعة النطاق. وفي السابع من حزيران، دعا النائبان الأمريكيان راؤول مانويل جريجالفا وخيسوس ج. غارسيا المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند لبدء تحقيق في “تعاملات لاسو المالية الفاسدة المحتملة في بلادنا”.

عرض مقالات: