اخر الاخبار

نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في إسبانيا أول أمس الأحد لن تكن حاسمة، فعلى الرغم من فوز حزب الشعب اليميني المحافظ بالانتخابات، إلا أن حسابات الأكثرية والأقلية وسيناريوهات تشكيل الحكومة، يمكن ان تبقي حكومة تحالف يسار الوسط بين حزب العمال الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، وتحالف قوى اليسار سومار بزعامة نائبة رئيس الوزراء و وزيرة العمل الشيوعية يولندا دياز في الحكومة في الدورة الجديدة. ولهذا أعلن رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز أن “الكتلة الرجعية فشلت”.

أحدث النتائج

بعد فرز قرابة 99.7 في المائة من الأصوات، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، حصل حزب الشعب اليميني المحافظ على 33 في المائة من أصوات الناخبين، منحته 136 مقعدا، بزيادة قدرها 47 مقعدا. وشغل حزب العمال الاشتراكي الحاكم الموقع الثاني بحصوله على 31,7 في المائة، منحته 122 مقعدا وبزيادة طفيفة. وحل حزب فوكس اليميني المتطرف (فاشيون جدد) ثالثا بحصوله على 12,39 في المائة، منحته 33 مقعدا، بخسارة 19 مقعدا عن الانتخابات السابقة. تحالف قوى اليسار سومار جاء رابعا بحصوله على 12,31 في المائة منحته 31 مقعدا.

 بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 70 في المائة، وهي أعلى بشكل ملحوظ مما كانت عليه في انتخابات عام 2019، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة. وقد عكست الاستقطاب الحاد بين معسكر الحكومة ومعسكر المعارضة اليمينية.

سيناريوهات الأرقام

تشير النتائج إلى فشل معسكر اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف في تحقيق الحد الأدنى للأغلبية المطلقة المطلوبة 176 مقعدا. وعليه فان الصراع على تشكيل الحكومة سيظل طيلة الأشهر المقبلة مفتوحا وقد ينتهي بالذهاب، نهاية العام الحالي، إلى انتخابات جديدة، كما جرت العادة في إسبانيا في السنوات الثماني الماضية.

بالمقابل فان إمكانية استمرار تحالف يسار الوسط ممكنة، وسيتوقف الأمر على سير المفاوضات الصعبة، التي قد تعيد حكومة الأقلية التقدمية المدعومة من الأحزاب المحلية في كتالونيا وإقليم الباسك.

احتمال تحالف الكبار سهل جدا بلغة الأرقام، لكنه يقترب من الاستحالة، نتيجة للتقاطع الحاد بين حزب الشعب الفائز وحزب العمال الاشتراكي.

إن استمرار حكومة يسار الوسط المنتهية ولايتها، سيكون مؤشرا إيجابيا، لأنها ستواصل برنامجها التقدمي والنجاحات التي حققها في الدورة السابقة، وسيشكل ذلك دعما أيضا لقوى اليسار الأوربي وهي تتجه لخوض انتخابات البرلمان الأوربي في العام المقبل.

حسابات المتنافسين

فاز المحافظون لكنهم لم يحققوا هدفهم في الحصول على 150 مقعدا، وخسر حلفاؤهم في اليمين المتطرف مقاعد كثيرة، إلا أن وزنهم السياسي في معادلة الحكم قد ازداد، على الرغم من أن حملة حلفائهم المحافظين بنيت على تحديهم للسيطرة قدر الإمكان على طبيعة البرنامج الحكومي الذي كانوا يسعون اليه، ومن هنا جاءت خسارتهم لهذا العدد الكبير من المقاعد، كما يعتقد بعض خبراء العلوم السياسية الاوربيين.

لم يحقق رئيس الوزراء المنتهية ولايته هدفه من الذهاب إلى انتخابات مبكرة في فوز كان يتمناه، ولكنه نجح في حرمان اليمين من عودة بدت أكيدة للسلطة، خصوصا بعد النتائج الكارثية في انتخابات نيسان الفائت المحلية.

ويمكن القول إن نتيجة تحالف اليسار مقبولة، ارتباطا بالصعوبات التي فرضها عليه قرار التوجه إلى انتخابات مبكرة، بدلا من الموعد الأصلي لأجراء الانتخابات البرلمانية في كانون الأول المقبل. كانت قوى اليسار تعيش لحظة انتقالية، ومساع لتجاوز خلافاتها البادية للعيان بعد الخسائر التي منيت بها في الانتخابات المحلية. وكان من غير المرجح أن يتمكن جناحاها الرئيسيان: حزب بودوموس اليساري، الذي شكل منذ عام 2015 قوة اليسار الانتخابية الأولى، وتحالف سومار اليساري قيد التشكيل حينها بزعامة يولندا دياز، والمدعوم من اليسار الاسباني المتحد والحزب الشيوعي الاسباني، من الاتفاق على استراتيجية مشتركة للانتخابات الجديدة المبكرة. كان مشروع تحالف سومار يعمل على خطة من عدة مراحل لخوض الانتخابات العامة في موعدها الأصلي. وكانت حوارات صعبة تجري بين أطراف اليسار لتجميع القوى تحت مظلة سومار وإجراء انتخابات داخلية لتحديد المرشحين والبرنامج الانتخابي وجميع التفاصيل الأخرى. لكن قرار الذهاب إلى انتخابات مبكرة فرض على اليسار عجالة غير طبيعية، وحملة انتخابية خاضها تحت ضغوطات متسارعة.

عرض مقالات: