اخر الاخبار

أعلنت محكمة الانتخابات العليا في غواتيمالا، فوز المرشّح الديمقراطي الاجتماعي اليساري برناردو أريفالو مرشح حزب “حركة البذور”، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي شهدتها البلاد أول أمس الأحد. والرئيس الجديد (64 عاما) وهو نجل أول رئيس منتخب ديموقراطيا للبلاد، خوان خوسيه أريفالو، الذي أطاحت به المخابرات المركزية الامريكية بانقلاب في عام 1954.

وبعد فرز 95 في المائة من أصوات الناخبين، حصل أريفالو على 59 في المئة من الأصوات، بينما حصلت منافسته المتحالفة مع منظومة الفساد وقوى اليمين ساندرا توريس على 36 في المائة، وهي ديمقراطية اجتماعية سابقة تحولت إلى مواقع اليمين.

لقد شكل وصول أريفالو إلى جولة الانتخابات الثانية مفاجئة غير مسبوقة، بعد أن عملت مؤسسات دولة الفساد والاستبداد على إقصاء عدد من المرشحين اليساريين، وكذلك مرشحين من اليمين الليبرالي، لضمان استمرار النظام التقليدي، بزعامة الرئيس المنتهية ولايته أليخاندرو ياماتي، القائم على القمع والفساد والتجويع وسلطة المافيات. وقد وظفت السلطة مكتب الادعاء العام لتنفيذ سلسلة من عمليات الملاحقة القضائية للعديد من الشخصيات السياسية والقضائية والصحفية التي اتخذت موقفا معاديا للفساد المستشري في البلاد، بما في ذلك مدعيان عامان سابقان وقضاة معروفون اضطروا إلى الهرب إلى المنافي طلبا للنجاة.

  وشهدت الفترة بين جولتي الانتخابات الرئاسية تحشيدا شعبيا واسعا ومسيرات دعمتها قوى اليسار والحركات الاجتماعية لدعم المرشح المفاجأة، بعد ان حرك الادعاء العام دعوى قضائية لأقصاء حزبه على أساس اتهامات مزعومة بمخلفات لقوانين الانتخابات النافذة، إلا ان المحكمة الدستورية نقضت قرار المحكمة الجنائية السابعة، التي قررت حرمان الحزب من المشاركة في الانتخابات، لكن سيناريو حرمان الحزب من النشاط لا يزال يشكل خطرا يطارده، على الرغم من ان مرشحة سيكون الرئيس القادم للبلاد.

ومن هنا تأتي أهمية هذا الانتصار التاريخي الذي وصفه أنصار التغيير ببداية للربيع الديمقراطي في البلاد التي عانت في العقود السابقة من حرب أهلية دامت 36 عاما. وسيتولى الرئيس المنتخب مهام منصبه في 14 كانون الثاني 2024.

وبالتأكيد سيكون هذا الحدث الاستثنائي محط اهتمام مراكز البحوث والمتابعين في قادم الأيام بسبب التغيرات الهامة المحتملة التي ستتمخض عنه.

وانتصار آخر في الاكوادور

استطاعت المرشحة اليسارية لويزا غونزاليس، مرشحة حزب رئيس الاكوادور اليساري الأسبق روفائيل كوريا “ثورة المواطنين”، ان تحسم جولة انتخابات الرئاسة الأولى لصالحها. وستخوض الجولة الثانية ضد المرشح اليميني دانييل نوبوا في 15تشرين الاول المقبل.

بعد فرز 80 في المائة من الأصوات، حصلت غونزاليس، على 33 في المائة، وحصل نوبوا من حزب العمل الديمقراطي الوطني اليميني على 24 في المائة. كان حسم الانتخابات من الجولة الأولى يتطلب الحصول على 50 في المائة من الأصوات، أو 40 في المائة وتقدم وبفارق 10 في المائة على الأقل، على أقرب المنافسين.

بعد إعلان النتائج أعلنت المرشحة اليسارية أن هذا كان “انتصارًا للمواطنين، الذين ذهبوا رغم كل شيء إلى صناديق الاقتراع وصوتوا لثورة المواطنين”، وانتصارا أيضا لنساء البلاد، بحصول أول امرأة على اعلى الأصوات في انتخابات رئاسية.

ودعي أكثر من 13 مليون ناخب مؤهل الإدلاء بأصواتهم.، والتصويت في الاكوادور إجباري للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا.

لقد فرض الرئيس اليميني غييرمو لاسو، الذهاب إلى انتخابات مبكرة، بعد أن حل البرلمان ودعا إلى انتخابات رئاسة وبرلمانية جديدة لتجنب إجراءات العزل المستمرة ضده، بسبب تورطه وأفراد أسرته في ملفات فساد كبيرة.

وبعد اغتيال المرشح الرئاسي اليميني الليبرالي فرناندو فيلافيسينسيو قبل يوم التصويت بعشرة أيام، نظمت الانتخابات في ظل إجراءات أمنية مشددة. وأعلن لاسو حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد ردا على الاغتيال. وتم نشر أكثر من 100 ألف جندي وضابط شرطة لحماية مراكز الاقتراع.

وعلى الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية، فإن مجلس الانتخابات الوطني راضٍ عن عملية التصويت. بحلول الساعة 3 عصرا، أدلى أكثر من 60 في المائة من جميع المؤهلين للتصويت بأصواتهم. ويتوافق هذا تقريبًا مع الأرقام الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2021. وأشار المجلس إلى حدوث مشاكل في تصويت أبناء الجالية المقيمين أو المنفيين خارج البلاد ووعد يحلها تباعا.

من الجدير بالذكر أن مرشح اليسار كان قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات السابقة، إلا أن عدم دعم بعض المنظمات اليسارية الصغيرة، سهلت على الرئيس اليميني الحالي الفوز في الجولة الثانية. ويأمل أنصار اليسار ان لا يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى.

عرض مقالات: