اخر الاخبار

يمكن أن نفهم الممارسات الزراعية، إجراءات ملموسة يتخذها المزارعون لغرض زيادة الإنتاج الزراعي. اذ تشمل نهجا شاملا يوازي العمل التقليدي السائد والابتكارات العلمية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغيرات المناخية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية. لذا يستوجب العمل بهذه الممارسات من أجل استدامة المحاصيل الاستراتيجية والأشجار ذات الجدوى الاقتصادية في العراق ومنها أشجار النخيل إذا تعد مصدرا غذائيا أساسيا لما توفره ثمارها من فيتامينات ومعادن وسكريات طبيعية بالإضافة إلى ارتباط النخلة بتاريخ وثقافة مجتمعنا منذ آلاف السنين.

يواجه النخيل في العراق مجموعة تحديات، ندرة أو شحة المياه، والآفات الحشرية والمرضية، كحشرة السوسة الحمراء والتي من الممكن ان تدمر بساتين النخيل. يضاف إلى ذلك تدهور التربة والتغيرات المناخية فضلا عن ذلك كوارث الزحف العمراني للمدن العراقية كافة والتي قضت على أجمل بساتين النخيل في العالم.

وللتغلب على هذه التحديات لابد من استخدام التقنيات الحديثة في الري والإدارة المتكاملة للآفات وزراعة الاصناف المقاومة واستخدام الاسمدة المتوازنة وفقا لاحتياجات التربة. فضلا عن ذلك تفعيل القوانين والتشريعات والدعم الحكومي لأصحاب البساتين لغرض المحافظة عليها وتوجيه الإدارة العليا في المحافظات والبلديات بضرورة الإسراع في تبني البساتين المحيطة بالمدن وضمها إلى التصميم الاساس كمتنزهات او محميات طبيعية.

إن الممارسات الزراعية المستدامة للنخيل تساهم في تحقيق الأمن الغذائي الشامل للبلاد ومواجهة التحديات المناخية. ومن خلال هذه الممارسات يمكن ان يعود العراق في كونه رائدا عالميا في زراعة نخيل التمر والحفاظ على إرثه الثقافي والبيئي.

 رئيس مهندسين أقدم

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 *ماجستير إرشاد ونقل تقنيات زراعية