الشهيد ناصر محمد صبر البهادلي من مواليد محافظة ذي قار عام 1951، ولد وترعرع في بيئة فلاحية ووسط عائلة أبناؤها مناضلون، أفنوا حياتهم في حب الناس مما توفرت للشهيد فرص الاقتراب من النخب والقوى الوطنية والتقدمية في سنوات عمره الأولى، وبعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 ازداد نشاطه السياسي وانخراطه في صفوف الحزب الشيوعي العراقي على الرغم من صغر سنه، واطلع على ما كان ينشر في تلك الفترة من أدبيات وتوجيهات حزبية، وقبيل قيام الانقلاب الفاشي في 8 شباط عام 1963 انتقلت عائلة الشهيد إلى بغداد بعد أن شعرت بضعف الحكومة الوطنية واستفحال خطر الأحزاب والجماعات الشوفينية الحاقدة وتهديداتها المستمرة لعائلة الشهيد .
وبعد حدوث الانقلاب المشؤوم هاجمت مليشيات الانقلابيين وأزلام النظام البعثي الفاشي دار العائلة وخربتها ونهبتها، وفي بغداد جانب الكرخ حاولت العائلة الاختفاء من مطاردة رجالات الانقلاب المشؤوم بصورة او أخرى وبدأت صفحة اخرى من معاناة الشهيد ناصر من حيث انخراطه في العمل من أجل كسب مورد الاسرة ومتطلبات العمل الوطني مما تسبب في عدم اكماله لدراسته.
لقد كان الشهيد دؤوبا نشيطا في الدفاع عن حقوق العمال الذين كان يعمل وسطهم في ما يلقيه عليهم من دروس التوعية والتثقيف التي كان قدمها لهم اثناء فترة اللقاءات الجانبية، وقد حرص على اقتناء كل ما هو جديد من إصدارات الحركة التقدمية المتمثلة بطليعتها الأحزاب الشيوعية المناهضة للإمبريالية العالمية، وقد فصل الشهيد من أكثر من وظيفة عمل فيها بسبب وشايات وتقارير أزلام النظام البعثي العفلقي والسلطة الدكتاتورية الصدامية وتعرضت داره لحملات مداهمة كثيرة في مدينة الشعلة التي ذاقت الويل آنذاك من أزلام سلطة البعث المقبور، وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات كان على تواصل مستمر في عمله التنظيمي حتى بدأت السلطة تكثف في بحثها عن الشهيد ناصر كونه عنصرا معارضا قويا لها ولم يستسلم لأية مغريات وتهديدات ودفعت عائلة ثمنا باهضا في تحمل المضايقات ورعب السلطة الحاكمة آنذاك فكثيرا ما اعتقل واستجوب أبناؤها من قبل رجالات البعث والأمن الصدامي، كما حرم أخوة الشهيد من فرص التعيين في دوائر الدولة وتم فصل الذين تم تعيينهم .
كان سنوات عذاب مريرة عاشها الشهيد وعائلته وبقية المعارضين للنظام الدكتاتوري واختفى بعدها سنوات عديدة ولم يعرف عنه إلا القليل بصصسبب ازدياد الضغط والمطاردة المستمرة آنذاك للقوى الوطنية والتقدمية وبالأخص حزبنا الشيوعي العراقي حتى تم ابلاغ أسرته بخبر إعدامه شنقا حتى الموت في 18/12/1983 حسب ورقة صادرة من مديرية أمن الشعلة بعد اعتقال وتعذيب دموي دام شهورا ولم يسلم جثمانه إلى ذويه ولم يعرف مصيره حتى يومنا هذا.
هكذا كان الشهيد ناصر محمد صبر البهادلي إنسانا مناضلا أبيا للنفس مخلصا لمبادئه محبا للناس لم ولن يستكين ويضحي برفاقه او مبادئه حتى آخر لحظة من حياته.