اخر الاخبار

في خمسينيات القرن الماضي، وفي أحد مصانع الغزل والنسيج ببغداد، اجتمع العمال بعد انتهاء يوم عمل شاق، يتبادلون الشكوى من الأجور الزهيدة وسوء المعاملة. وقف في وسطهم شاب يحمل صحيفة ويدعوهم للاتحاد والمطالبة بحقوقهم. كان ذلك الشاب أحد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، الذي آمن بأن صوت العمال هو أقوى سلاح في مواجهة الظلم والاستغلال.

تلك اللحظة لم تكن مجرد موقف عابر، بل كانت جزءاً من مسيرة طويلة قادها الحزب منذ تأسيسه عام 1934، كحركة منبثقة من صلب معاناة الشعب العراقي، ليكون صوتا للعمال والفلاحين وكل الكادحين الذين طحنهم الفقر والاستعمار والإقطاع. في المصانع والمزارع والشوارع، كان الحزب حاضراً، ينظم الإضرابات، يدعم الاحتجاجات، ويزرع بذور الوعي بين الجماهير.

اليوم، ومع حلول الذكرى الـ91 لتأسيسه، يبقى الحزب الشيوعي رمزا لنضال الطبقة العاملة العراقية. هذه الذكرى ليست فقط محطة لتذكر الماضي، بل هي استحضار لمسيرة نضالية ملهمة، تمتد من أيام مواجهة الاستعمار البريطاني إلى التصدي للأنظمة القمعية وحتى معارك اليوم ضد الفساد والمحاصصة الطائفية والظلم الاجتماعي.

الطبقة العاملة، التي طالما كانت في قلب نضال الحزب، تواجه اليوم تحديات جديدة، من البطالة المتفاقمة إلى تدني الأجور وضعف التشريعات العمالية وغياب الضمان الاجتماعي ومتطلبات الصحة والسلامة المهنية، حيث يجد العمال أنفسهم في مواجهة أنظمة تستمر في استغلالهم بل وتقيد عمل نقاباتهم.

إن إحياء ذكرى التأسيس هو تأكيد على أن الكفاح لم ينته. إرث الحزب ليس مجرد تاريخ يُروى، بل هو دعوة للاستمرار في بناء حركة تحررية تستمد قوتها من الطبقة العاملة.

في ذكرى تأسيسه، يُعيد الحزب الشيوعي العراقي التأكيد على أن النضال من أجل وطن عادل لا يزال حياً في كل مصنع ومزرعة وزقاق، وأن العمال سيظلون القلب النابض لأي ثورة تغيير حقيقية.

عرض مقالات: