الصحافة الشيوعية من أعرق الصحافات في العالم، حيث بدأت مسيرتها منذ القرن التاسع عشر على يد الفيلسوف الخالد ماركس ومساهماته في الكتابة والنشر آنذاك، ثم صدرت عام 1917 صحيفة برافدا الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الروسي وتطورت من خلال انتشارها في جميع أنحاء العالم وكانت تعكس الفكر الايديولوجي اليساري عبر صحف ومجلات شيوعية تهتم بقضايا العمّال والفقراء وتدعم الحركات الثورية، وأصبحت جريدة رسمية علنيا تحمل شعار (يا عمّال العالم اتحدوا) فصارت تتداول في الشارع وفي كل مكان.
أمّا الصحافة الشيوعية في العراق فقد بدأت بواكيرها على يد الكاتب حسين الرحال من خلال نشره لأفكار وطروحات يسارية في صحيفة أصدرها قبل مئة عام ثم توالى النشر والإصدار سرياً في صحف ومنشورات وكرّاسات تطرح الفكر التقدّمي المناهض للرجعية والاستعمار والعمالة، منها صحيفة الشرارة والقاعدة وغيرها، كانت تصدر بصورة سرية، ثم صدرت صحيفة اتحاد الشعب صحيفة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والتي أصبحت علنية بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وبعد انقلاب ثمانية شباط الاسود عام 1963 أغلقت من قبل الحكومة الانقلابية الفاشية، وفي سنة 1974 بعد إعلان الجبهة الوطنية صدرت باسم طريق الشعب ثم عادت سرية بعد الهجمة الفاشية على حزبنا من قبل نظام البعث المقبور وفي تلك الفترة صدر العديد من الصحف والدوريات والمنشورات بصورة سرية وفي شمال الوطن.
وبعد سقوط النظام الفاشي سنة 2003 صدرت رسميا باسم طريق الشعب وكانت أول صحيفة عراقية توزّع في الشوارع ليتلاقفها الناس، ولا تزال تتداول لحد الآن، اما الصحف الوطنية والتقدمية التي كانت تتعاطف مع الصحف الشيوعية مثل صحيفة الإنسانية لصاحبها محمد حسن الصوري وجريدة البلاد لفائق بطي وجريدة الرأي العام لمحمد مهدي الجواهري فقد تعطلت هذه الصحف استنادا للظروف التي مرت بالعراق ولم تبق إلاّ صحيفة طريق الشعب لسان حال العمال والفلاحين والمثقفين شامخة إلى الأبد.
ومن جانب آخر فقد ساهمت المرأة الشيوعية في مقالاتها الأدبية والاجتماعية والاقتصادية في خلق أفق جمالي وحضاري من خلال تنوّع المجالات التي كتبت فيها معبّرة عن معاناة المرأة وحياتها الأسرية والاجتماعية.
تنوّع عمل المرأة في عالم الصحافة الشيوعية حيث مرت بكثير من التجارب في عملها الصحفي وأشرفت على قضايا كبيرة في المجتمع كونها تعمل في مهنة المتاعب، كما حملت أعباء ومشاكل تخص المرأة العراقية بالنسبة للقوانين الظالمة التي تعاني منها (أسرية واجتماعية وغيرها).
كانت وهي تغطي كل الأحداث التي تجري في البلاد تؤسس نوعاً من الفردية وإشراك من يهمّه الأمر، أنها ليست صحفية فقط وإنما تعالج مشاكل المجتمع برمتها تسرق من حياتها جزءاً بسيطاً لكي توقظ حياة النساء من شلل همجية لطالما بقيت أسيرة الرجل.
هناك مشاكل عدة تتفرع بين أسلوب ونمط الحياة لهذا يجب على المرأة أن يكون لها كيان واحترام خاص لذاتها وهذا عمل ليس بالهين عندما تقوم المرأة في عالم الصحافة بهكذا عمل شاق من خلال اكتشاف حياة الناس ومشاكلهم والخوض معهم بها لغرض إيجاد الحلول الناجعة لها.