كشفت دراسة بحثية اجريت قبل خمس سنين، بأن 62 في المائة من الشباب العراقي يشاركون في المناسبات والمراسم الدينية كعاشوراء وغيرها، وإن 70 في المائة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون المدنية هوية للدولة، لأنها تضمن لهم، ليس الحماية والأمان والعمل فحسب بل وأيضاً حرية العبادة والتعبير والمعتقد.
لكن الدراسة للأسف، قد كشفت عن معدلات عالية من نقص المعارف التعليمية والسياسية، وعن مستويات عالية من اليأس وعدم الثقة بالنظام السياسي القائم، في تلازم مخيف مع مشاكل اجتماعية عميقة من جهة ومع آفة البطالة من جهة ثانية. وانعكست هذه الأرقام في رفض 74 في المائة من المشاركين في الإستطلاع المشاركة في الانتخابات التشريعية.
ويكمن في هذا التناقض بين الرغبة الشديدة في التغيير الشامل وبين العزوف عن المساهمة في انجاز هذا التغيير، عبر الإنتخابات والتداول السلمي للسلطة أو عبر الحراكات الاحتجاجية المختلفة، خطر جدي، سواء في التخلي عن الحق في التغيير أو عن الواجب تجاه تخليص البلاد من أزماتها. ويتطلب ذلك اهتمام الجميع برفع الوعي الوطني وتطوير الخبرة السياسية لدى شبيبتنا، وهي مهمة القوى المدنية ومنظمات المجتمع المدني وكل النشطاء ومن يتطلع إلى عراق ديمقراطي حر ومزدهر، تُضمن فيه مستويات انسانية من العدالة الاجتماعية، فالمشاركة في الانتخابات والتصويت للتغيير الشامل خطوة مهمة نحو غد الخلاص!