اخر الاخبار

كانت مناضلة شجاعة في المقاومة ورفيقة لأنطونيو غرامشي.

كاميلا رافيرا (1889 –1988) قادت الحزب الشيوعي الإيطالي خلال أحلك سنوات الاستبداد الفاشي.

الزمان: ظهيرة العاشر من تموز 1930، على شاطئ بحيرة ماجوري عند الحدود بين سويسرا وإيطاليا الفاشية. امرأتان تخرجان من قارب تجديف ويستقبلهما رجل على ضفة البحيرة. الثلاثة في طريقهم إلى لقاء سري مع مقاتلين آخرين من المقاومة، تم التخطيط له منذ شهور. لكن الاجتماع لن ينعقد أبدًا لأن جاسوسا أبلغ شرطة موسوليني، فتم القبض على الثلاثة والقاؤهم في السجن.

“اسمي كاميلا رافيرا”، قالت إحدى المرأتين للشرطي. وهكذا فبعد ثماني سنوات من البحث، اعتقل النظام رافيرا، السكرتيرة العامة للحزب الشيوعي الإيطالي. وكانت عاشت طيلة ثماني سنوات باسم مستعار. وانتقلت إلى العمل السري بعد أن منعها الفاشيون من التدريس. وخلال هذه السنوات كانت أحيانًا “سيلفيا” وأحيانًا اخرى “ميشيلي” وأصبحت شبحًا حتى بالنسبة لنفسها، وأخفت هويتها بشكل فعال لدرجة أن الشرطة كانت متأكدة من أن “ميشيلي” الشهيرة يجب أن تكون رجلاً.

بسبب ملامح وجهها الصارمة وحجمها الصغير، كان يطلق على رافيرا البالغة من العمر أربعين عامًا مايسترينا (“المعلمة الصغيرة”). وهذا اللقب، الذي يقلل من شأنها لم يكن منصفا لشخصها، لأن وراء المظهر العادي والصوت الضعيف تختفي شخصية لا تقهر. لقد حصرت هذه المرأة مهمتها الرئيسة في الحفاظ على الحزب الشيوعي متماسكًا في مواجهة الهجمات المستمرة للشرطة الفاشية. وكان يمكن للحزب أن ينهار لو لم تُظهر قيادته مثل هذه المثابرة غير العادية: بالميرو تولياتي، أومبرتو تراسيني، ألفونسو ليونيتي، فيليس بالتوني وكاميلا رافيرا، التي تقلدت الموقع الأول في الحزب عام 1927 .

كانت رافيرا قد أظهرت بالفعل مهاراتها التنظيمية في العام السابق عندما تم حظر الحزب واعتقل أنطونيو غرامشي. في ذلك الوقت، بدا الحزب الشيوعي في وضع محبط للغاية لدرجة أن الجناح اليميني للحزب، بقيادة أنجيلو تاسكا، اقترح حل الحزب ونصح أولئك الذين يمارسون العمل السري بالعودة إلى حياتهم الخاصة. لكن هذا الاتجاه “التصفوي” قوبل فورا بمقاومة من رافيرا.

بدلاً من تنفيذ مقترح الحل، باشرت في إعادة الصلات بين القاعدة والقيادة (التي دمرها بوليس النظام الفاشي) باستخدام “طيور الفلامنغو”.  حيث قامت مجموعة من المناضلين غير المعروفين، وممن لا تشتبه الشرطة بهم، بنقل رسائل ووثائق إلى مختلف مناطق إيطاليا. وفي الوقت نفسه  نقلت رافيرا مقر الحزب إلى منزل ريفي صغير خارج جنوة، حيث أعادت بناء مختلف أقسام الحزب ومجموعات العمل حول سكرتارية الحزب. وقد دخل إلى ذلك المنزل وخرج منه العديد من مناضلي العمل السري، وأطلق الروائي الإيطالي المعروف إغناسيو سيلوني عليه فيما بعد اسم “فندق الفقراء”.

سنوات العمل السري

كانت تلك مرحلة حاسمة في تاريخ الحزب الشيوعي الايطالي. وبفضل العمل السري الذي قادته رافيرا، أفلت الحزب من القمع القاسي ضد الحركة العمالية خلال مرحلة توطيد اركان نظام موسوليني. وعندما لعب الحزب، في وقت لاحق، دورًا قياديًا في بناء المقاومة ضد الفاشية في سنوات 1943 - 1945، جرى الاعتراف بقيمة استمرار التنظيم، وبالدور المثابر لقيادة الحزب.

كان هذا العمل من دون شك مرهقًا للغاية. فرافيرا كانت دائمة التنقل لبناء شبكة العلاقات القوية التي جعلت الحزب متماسكًا. وكان عليها ضمان استمرار صدور صحافة الحزب السرية، وحضور الاجتماعات السرية في جميع أنحاء إيطاليا، والسفر إلى باريس للقاء شخصيات قيادية في المنفى. حتى أنها شاركت في عام 1928 في مؤتمر الكومنترن السادس في موسكو. وهناك عُرض عليها الانتقال إلى العاصمة السوفيتية وشغل منصب في سكرتارية الأممية الاشتراكية للمرأة. لكن رافيرا رفضت العرض كي تستمر في مقاومة النظام الفاشي.

بعد عودتها من الاتحاد السوفيتي، أصبح واضحا حجم المخاطر المحدقة بعد أن كشف أحد المخبرين عن موقع المركز القيادي السري للشرطة. وأُجبرت رافيرا على نقل المركز إلى سويسرا المجاورة. وكان من المقرر أن تكون الإقامة في سويسرا قصيرة، لقناعة رافيرا بأن على الحزب أن يستغل كل فرصة ممكنة للعمل داخل إيطاليا. لذلك عادت إلى إيطاليا في ايار 1930. وبعد شهرين تم القبض عليها.

أمضت رافيرا الخمسة عشر عامًا التالية في السجن. وحتى نهاية الفاشية في إيطاليا، تم نقلها من سجن إلى آخر وعاشت في ظروف مهينة. وكانت اللحظة القاسية في هذه السنوات الرهيبة، القطيعة المأساوية مع رفاقها في آب 1939. فقد تم طردها من الحزب وعُزلت داخل السجن، لأنها اختلفت مع سجناء شيوعيين حول معاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية (المعروفة باتفاقية هتلر – ستالين- المثرجم). وكان هذا الاستبعاد أسوأ ضربة وجهت لرافيرا، ولم تتعاف من هذا الإذلال إلا عندما عادت إلى صفوف الحزب عام 1945.

عودتها الى الحزب وثٌقتها الصحفية ميريام مافاي. تصف مافاي كيف وصل تولياتي السكرتير العام للحزب وزعيمه بدون منازع إلى مقر الحزب في تورين، محاطًا بالرفاق والأنصار الذين احتفلوا بسقوط الفاشية. وقيل إنه نظر حوله متسائلا: “أين رافيرا؟” أجابه أحدهم بحرج: أنها ليست هنا ولا يمكن أن تكون هنا، لأنها لم تعد عضوة في الحزب.  وقيل ان تولياتي أجاب: “لابد ان هذه مزحة، أحضروا رافيرا إلى هنا فورا ودعونا ننسى هذه الحماقة”. 

تتذكر ريفيرا: “لقد كان لم شمل مؤثرا. عانقنا بعضنا البعض بصمت. ولم نكن قد التقينا منذ قرابة خمسة عشر عامًا”. وأعيدت لها العضوية على الفور، ومن دون مناقشة طُلب منها العودة إلى اللجنة المركزية.

وفي عام 1948 تم انتخابها عضوة في البرلمان الإيطالي.

الطريق إلى الحزب

دعونا نعود إلى الوراء مرة أخرى. استند الموقف الثوري لكاميلا رافيرا على الاتجاه العام لعائلتها بأكملها. فمثل العديد من أبناء جيلها لعبت الحرب العالمية الأولى دورا في جذبها إلى السياسة. حيث سقط أحد أشقائها، جوزيبي، في الجبهة، وتوفي شقيقها الثاني فرانشيسكو بتسمم بالغاز في عام 1918. وتم تجنيد شقيقها الآخر، سيزار، وأرسل إلى خنادق القتال. وقد كان عضوا في الحزب الاشتراكي الإيطالي وطلب من كاميلا إيصال اشتراكه الشهري إلى مكتب الحزب في تورينو. ومن خلال هذه المهمة، تواصلت مع الاشتراكيين. وسرعان ما انضمت إلى الحزب، وبدأت تكرس المزيد والمزيد من الوقت لنشاطها الاشتراكي. في عصر كان فيه من المستحيل تقريبا على المرأة المشاركة بنشاط في الحياة السياسية والاجتماعية، حققت رافيرا، على الرغم من هذه العقبات، تقدمًا كبيرًا. وسرعان ما أصبحت شخصية مهمة في مدينة تورين، في وقت كانت فيه الصحيفة الأسبوعية “لوردين نوفو” (النظام الجديد)، التي أسسها الشاب أنطونيو غرامشي أثناء احتلال المصانع بعد الحرب العالمية الأولى وصعود الفاشية، كانت تمثل نواة للعمل السياسي والنظري والعملي. وبسبب طبيعتها الخجولة، لم يكن صعود كاميلا سهلاً. تذكر أنها لم تجرؤ على التحدث أمام الناس لفترة طويلة. تحدثت لأول مرة في تظاهرة لأن رفيقها كذب وأعلن للحشد: “الرفيقة رافيرا تطلب الكلمة”.

تعود بدايات مسار رافيرا السياسي إلى حياتها العائلية. وفي العديد من الكتابات اللاحقة، تصف رافيرا احداثا من الطفولة، وان “تعميدها” السياسي بدأ في الثامنة من عمرها، وكانت تسير مع والدتها في شوارع بلدة في بيدمونت عندما ظهر أمامهم فجأة حشد مثير للإعجاب من النساء، يسرن خلف رجل يحمل علما أحمر كبيرا. كانت مسيرة احتجاجية للعاملات المضربات، وأرعبت الصيحات والشعارات الصغيرة كاميلا:

“عندما أدركت والدتي أنني خائفة، أخبرتني أن هؤلاء النسوة كن يعملن في تلميع الذهب وقد احتججن لأنهن لم يحصلن على ما يكفي من المال لسد الرمق، على الرغم من يوم عمل طوله 12 ساعة، ومن أن الحمض أحرق أيديهن التي صقلت الذهب. وأخبرتني أن عليّ ألا أخاف من المضربين وأنني سأراهم كثيرًا. سألتها إلى أين هن ذاهبات ولماذا يقودهن هذا الرجل. ردت بأنها لا تعرف إلى أين هن ذاهبات، لكن الرجل الذي يحمل العلم الأحمر هو فيليبو توراتي، مؤسس الحزب الاشتراكي الإيطالي”.

كان هذا اللقاء في ذاكرة رافيرا مع توراتي والمضربات، بمثابة بداية مسيرتها السياسية. وتقول إن حياتها ارتبطت بالرغبة القوية في “أن تكون دائمًا في وسط الطبقة العاملة” وألا تفقد الاتصال المباشر مع الحركات السياسية أبدًا. وأصرت رافيرا على صدق تلك الرغة ، وعلى انها هي بالضبط التي دفعتها في العقود اللاحقة إلى مسارها المهني الأول كمعلمة.

بعد فترة وجيزة من انتقالها إلى تورين للتدريس، جذبت كتابات كاميلا انتباه أنطونيو غرامشي، الذي كان له دور حاسم في نيلها موقعا قياديا في الحزب الشيوعي حديث التأسيس. في البداية أعطاها مسؤولية صفحة المرأة في الجريدة. وبعد ذلك، في تموز1921، طلب منها أن تصبح عضوة في هيئة تحرير الصحيفة. وتظهر هذه اللحظة بشكل مكرر في كتابات رافيرا، كوسام فخر على صدرها:

تحدثنا أنا و غرامشي لبعض الوقت، وفي نهاية حديثنا الذي تحدث معي خلاله بصيغة “حضرتك” بدلا من “انت”، أخبرني أنه يريدني أن أشارك في عمل هيئة التحرير. كنت خجولة، لهذا طرحت أسبابا تافهة لعدم قبول العرض. كانت أعذاري، الأسرة والمدرسة وانعدام خبرتي. وبعد ان استمع بصبر إلى هرائي، قال: “بهذا أعلمك رسميا بأنك عضو في هيئة التحرير”. طلب كهذا من أنطونيو غرامشي لا يمكن رفضه. وعندما امتثلت رافيرا لطلبه، عرفت أن العمل في هيئة التحرير سيبعدها عن التعليم، وأنه خيار شامل للحياة سيجعلها إحدى مناضلات المقاومة.

  اختارها غرامشي ليس فقط بسبب “تفانيها”، ولكن قبل كل شيء بسبب طباعها، ومهاراتها التنظيمية، وكفاءتها، هذه السمات التي كانت مشتركة بينهما. كان لدى رافيرا وغرامشي موهبة الاستماع النادرة. وكلاهما كانت لديه رغبة صادقة في فهم مزاج ورغبات الطبقة العاملة. لقد كانا مصممين على منح النضالات العمالية إطارًا منظمًا، إطارًا لا يستند على أولويات المثقفين الشخصية، بل على إرادة العمال وقدرتهم على تحرير أنفسهم.

قيادية شيوعية

منذ تلك اللحظة، شغلت رافيرا مواقع متزايدة الأهمية، بعضها يتعلق بمهام أممية، مثل اختيارها مندوبة عن الحزب الشيوعي الايطالي في المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية في عام 1922. خلال هذه الرحلات العديدة إلى الخارج، التقت رافيرا ببعض أهم الشخصيات في الحركة العمالية العالمية.

التقت المناضلة النسوية الرائدة كلارا زيتكين، وعضو قيادة الكومنترن البلغاري كريستو كباكتشيو، الذي ألقى خطابًا بعد تأسيس الحزب الشيوعي الإيطالي، حول “البلاشفة الإيطاليين”، ولينين وستالين، اللذين تصفهم دائما بـ “هادئين ومهذبين”.

 لا تتذكر رافيرا المحاضرات التي ألقاها لينين في المدرسة الحزبية فقط، بل نتذكر أيضًا تعليقاته اللاذعة حول تحرير المرأة: بالنسبة لمسألة حرية المرأة، قال لي لينين، “ما عليك الا ان تحكّي جلد شيوعي حتى تجدي تحته رجعيا أيضا”

وحكاية مضيئة للغاية، من سنوات عملها في هيئة تحرير الجريدة ، مرتبطة بكيفية التعامل مع النساء حينها. فقبل فترة وجيزة من استيلاء الفاشيين بقيادة موسوليني على الحكومة، كثف ذوو القمصان السود (المليشيات الفاشية – المترجم) هجماتهم على مقرات النقابات والأحزاب العمالية. وكانت هناك مخاوف من وقوع هجوم مسلح على جريدة لوردن نوفو. وذات يوم جاء زميل إلى رافيرا وقال:

“يعتقد غرامشي ان من الأفضل ان تذهبي إلى البيت”، اجبته “لماذا؟ هل حدث شيء لوالدي؟ “ ، “لا، لكن يُقال إن الفاشيين في الطريق نحونا، ومن الأفضل أن نضعك على مسافة آمنة. من يعلم ما الذي سيحدث هنا؟

سألته: “وأنت؟ ذاهب أيضًا؟”

“لا، يجب ان أبقى”

“معذرة، ولكن لماذا ينبغي أن أذهب انا؟ أخشى أنني لا أستطيع أن أوافقك. سأذهب إلى غرامشي وأخبره أنك بحاجة إلى توضيح”.

بعد فترة ظهر غرامشي محرجًا بشكل واضح، وقال: “ أنا أفهمك. أبقي هنا. نحن كنا مخطئين”.

كشيوعية، لم تكن رافيرا نموذجا يحتذى به فقط في حزب يهيمن عليه الذكور، بل ركزت أيضًا في نشاطها السياسي على قضايا التمايز الجنسي. فهي لم تنظر إلى نفسها على أنها “نسوية” بل كـ “مراقبة دقيقة لظروف عيش النساء”. وبما أنها ناضلت بكل قوتها ضد التمييز في المجتمع، فقد كان لا بد أن يقودها طريقها أيضًا إلى الوضع الخاص بالنساء. وقد قادت النضال من أجل حقوق المرأة في الجريدة، حيث حاولت إعطاء هموم النساء صوتًا مسموعا.

وعلى الرغم من التصميم القوي واجهت رافيرا صعوبات في دفع رفيقاتها الى الكتابة. فقد كن يفضلن الحديث في القضايا السياسية، ويشعرن بالخوف من النشر والصحافة، وبدا لهن هذا المجال وكأنه يقع خارج حدود خبراتهن.

وفي مواجهة هذه العقبات، تساءلت رافيرا وغرامشي عن كيفية تأسيس حركة نسوية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنضالات العمالية، ولا تكون محصورة بالشيوعيين “، بل من النسوة اللاتي لا يهمهن الانتماء الحزبي والديني، وحتى النساء اللاتي لا ينوين الارتباط باي حزب، أي النساء اللاتي يواجهن مشاكل مشتركة تتجاوز حدود الحزب والطبقة”.

استمرت محاولات تنظيم حركة نسوية، حتى في السنوات الأولى من حكم موسوليني. ففي عام 1924 كُلفت رافيرا برئاسة تحرير مجلة نسوية تصدر كل أسبوعين، باسم “لوكومبانيا” (الرفيقة). وفي ذلك الوقت، وبعد مسيرة الفاشيين إلى روما في أواخر عام 1922، لم تكن أولوية الحزب الشيوعي هي النضال المفتوح، بل الحفاظ على الحزب.ففي وضع سياسي كان يتحرك بسرعة في اتجاه الديكتاتورية، ضاقت مساحة مطالب النساء، وفي النهاية لم يجدن لهن فضاء لممارسة السياسة.

بعد الحرب العالمية الثانية تمكنت رافيرا من مواصلة عملها في مجال المرأة. وبصفتها عضوة في البرلمان الإيطالي، وقعت على عدد لا يحصى من القوانين، التي تركز على إجازة الأمومة والأجر المتساوي للنساء والرجال. وكانت السنوات الأولى التي تلت الحرب آخر سنوات لرافيرا في النشاط السياسي العام، قبل أن تتقاعد في عام 1958، وتنسحب إلى حياتها الخاصة. لكنها عادت لاحقًا إلى المسرح السياسي عندما اختارها المناضل السابق ضد الفاشية، وأول رئيس جمهورية اشتراكي في إيطاليا (1978 – 1985) ساندرو بيرتيني في عام 1982، كأول امرأة تشغل منصب عضو مجلس الشيوخ مدى الحياة. ولم يكن هذا خيارًا مفاجئًا ابدا. وقد علق الزعيم الديمقراطي المسيحي جوليو أندريوتي على هذا القرار في البرلمان بالكلمات التالية:

“كان العامل الحاسم في تحديد خيار برتيني هو المعارضة الشديدة للديكتاتورية. وقد رد بيرتيني على الذين اقترحوا اسم مصرفي مشهور ليكون سيناتورًا مدى الحياة بالقول: “هذا لم يكن بجانبي عندما كنا نناضل ضد الفاشية. لذلك اختار كاميلا رافيرا”.

كانت رافيرا على الدوام مناضلة ضد الفاشية. كانت المرأة التي انتمت إلى الحزب الشيوعي في أحلك أوقاته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*لورنزو ألفانو مؤرخ وباحث في سيرة وإرث أنطونيو غرامشي

عرض مقالات: