اخر الاخبار

يعتبر الأول من أيار من  كل عام عيدا أمميا، تحتفل به جميع النقابات والاتحادات العمالية في جميع أنحاء العالم، تعبيرا عن تضامنهم في الكفاح ضد الاستغلال الطبقي من قبل رؤوس الأموال والشركات الاحتكارية، و من أجل نيل حقوقهم المشروعة، بقوانين تنظم حياتهم أثناء العمل في جميع القطاعات الصناعية والإنتاجية  يعود عيد العمال في أصله، إلى عام ١٨٨٦ حيث شكل عمال صناعة الملابس في ولاية فيلادلفيا في أمريكا، ومعهم بعض عمال صناعة الأحذية والأثاث، وعمال المناجم منظمة (فرسان العمل) تنظيما نقابيا يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل إلى “ثماني ساعات “ يوميا. ومنذ عام ١٨٨٦ الذي شهد أكبر عدد من الإضرابات التي أعلنت في يوم واحد في تاريخ أمريكا، حيث وصل عدد الإضرابات التي أعلنت في هذا اليوم نحو (ه) آلاف إضراب واشترك بالتظاهرات (٣٤٠) ألف عامل، وفي مدينة “شيكاغو” احتفل العمال وتظاهروا في نفس اليوم مطالبين بتخفيض عدد ساعات العمل وكان شعارهم “ثماني ساعات” عمل في اليوم. ومن خلال هذه الإضرابات العمالية في العالم، تبلورت فكرة تأسيس النقابات والاتحادات في الوطن العربي والشرق الأوسط، حيث خاضت الطبقة العاملة العراقية، نضالا ضد الاستغلال والتهميش ومصادرة حقوقهم من قبل الشركات وأرباب العمل مستمدة أفكارها من الفكر، اليساري “ الماركسي”، حيث قاموا بتنظيم إضراب عام، في حقول نفط كركوك (كاورباغي) في خمسينات القرن الماضي، وتلاه إضرابات عمال الحفريات، وعمال السكك في” البصرة” وعمال شركة الغزل والنسيج العراقية في بغداد”.

وبعد ثورة تموز المجيدة ١٩٥٨، نال العمال حقوقهم المشروعة التي كانوا يناضلون من أجلها، وبعد انقلاب شباط الأسود عام ١٩٦٣ حدثت ملحمة إضراب عمال شركة الزيوت النباتية” عام ١٩٦٨ وعدد من الإضرابات في عموم العراق، حيث قدمت الطبقة العاملة العراقية مئات الشهداء من الكوادر النقابية، واكتظت بهم السجون من قبل السلطات القمعية، وهم يناضلون من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة، بقيادة بارزة من الكوادر النقابية منهم القائد النقابي اليساري” صادق الفلاحي” والنقابي المناضل “هندال” وأعداد كبيرة من النقابيين. ولاتزال الطبقة العاملة العراقية وكوادرها وبعد سقوط النظام الدكتاتوري، تعاني من التهميش والاقصاء من قبل حكومات المحاصصة المتعاقبة، واستمرارها على نهج النظام الدكتاتوري والعمل لموجب القوانين الظالمة منها قانون ١٩٥٢ لسنة ١٩٨٧ سيئ الصيت.

وتواصل نضال العمال بالتظاهرات والإضرابات، وقدمت الطبقة العاملة العراقية، كوكبة من الشهداء والمعتقلين ومنهم القائد النقابي الشهيد هادي صالح الزبيدي “ابو فرات”، مطالبين بتفعيل قانون العمل والضمان الاجتماعي الرقم ٣٩ لسنة ١٩٧١ / وقانون العمل الجديد ٣٧ لسنة ٢٠١٥ والقوانين الأخرى، لإنصافهم.

 

عاش الأول من أيار ..

المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة العراقية ...

عرض مقالات: