عندما رأيت هذه الصورة على الفيس،

رأيت ألوان الحياة مصلوبة تنزفُ على جدران بغداد،

رأيت العراقيين ينحنون للكتاب فقط،

رأيت المتنبي يصافح دجلة ويسيلان معاً في التاريخ والجغرافية،

رأيت القتلة والسفاحين يخرجون من الثقوب،

رأيت الشهداء يوقعون بأقلامهم كتاب الحياة للمارة في شارع المتنبي،

رأيت اللصوص يحتمون كالجرذان في المزابل،

رأيت الحلاج يدفئ بنار صليبه اجساد الفقراء في المخيمات

رأيت اصدقائي الشعراء الذي ماتوا في المنافي يقرأون قصائدهم هنا واحداً واحداً

رأيت القباب الزرقاء والذهبية تفتح صدرها لصلاة الشاعر والشهيد

رأيت الطيور المهاجرة تختار شواطئها الدافئة في القشلة

رأيت العشاق المطرودين يبنون اعشاشاً فوق المنائر والأبراج كاللقالق العائدة

ورأيت العراق

يمسك بيدي ويقول؛

لا تخفْ يا بنيّ؛ انت حفيدُ الازل..

عرض مقالات: