إطلاق الأسماء التي تعبر عن فلسطين على منشآت ومراكز ومعالم بارزة في العراق، واحد من مظاهر التضامن الرسمي والشعبي مع القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل على قطاع عزة.

ومن بين أبرز المنشآت الحضارية التي ستحمل اسم غزة، جسر مهم سيُشيّد على دجلة في بغداد.

ووفقا لما صرّح به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فإن هذا الجسر سيساهم بشكل فاعل في فكّ الاختناقات المرورية، مبينا أنه «لأن الجسر مميّز، وسيكون الأول الذي يشيّد على نهر دجلة في بغداد منذ عام 2003، اخترنا له اسماً مميزاً أيضاً، هو غزة، بكل ما يعنيه الاسم من بطولة وتضحية وصمود».

وللجسور ارتباط وجداني مع العراقيين، وقد ذكرها شعراء عديدون في قصائدهم.

وحسب القاص أحمد الزهيري، فإن «الجسور من بين الأماكن التي تلهم الشعراء والكتاب، وان جميع الجسور في العراق كان لها نصيب في الأدب»، مضيفا في حديث صحفي أنه «لا شك في أن جسر غزة سيُلهم المزيد من المبدعين، خصوصاً بسبب رمزية اسمه الذي أصبح يتردد صداه في أنحاء العالم، فيرعب الظالمين ويبعث الأمل في نفوس الباحثين عن الحرية».

أما وزارة التربية، فقد أعلنت عن مدارس ستبنى في بغداد وديالى والنجف وتحمل اسم «طوفان الأقصى»، ترسيخا للقضية الفلسطينية في وجدان الأجيال.  وفي حديث صحفي، تقول المشرفة التربوية هدى العزاوي، أن «عملية طوفان الأقصى تركت أثرا بالغا في نفوس العراقيين، وعززت اعتقادهم بأن النصر على الصهاينة متاح وممكن وقريب»، لافتة إلى انها درست المرحلة الابتدائية ابان ثمانينيات القرن الماضي، في مدرسة تحمل اسم «القدس»، ما رسخ لديها الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية.

وترى العزاوي ان «أسماء المدارس ذات تأثير كبير في نفوس التلاميذ»، موضحة أن «هناك مدارس كثيرة تحمل أسماء مدن وانتفاضات فلسطينية. ولطالما جعلت هذه الأسماء التلاميذ يعرفون المزيد عن فلسطين، وولدت لديهم ثقافة رفض الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية. وسيكون للمدارس الجديدة التي تحمل اسم غزة أو طوفان الأقصى، ذات التأثير».

وإلى جانب هذه التسميات، غيّر القيمون على «مركز الأستاذ» لدروس التقوية لطلبة الثانوية في بغداد، اسم المركز إلى «مركز غزة».

وعن ذلك يقول مدير المركز خالد البدري، أن «اسم غزة يجب أن يكون في كل مكان بعد أن أصبح حاملا للمعاني السامية وعنواناً للفخر.. غزة ملحمة عظيمة سيخلدها التاريخ، فكيف لا تكون اسماً نفخر به».

أما الحلاق أحمد الصالح، فقد كتب اسم غزة على لافتة محله في بغداد، وقال في حديث صحفي أن «إضافة اسم غزة وسيلة بسيطة للتعبير عن تضامننا مع أخوتنا الغزيين وكل الفلسطينيين. وفعلياً لن يضيف الاسم شيئاً لهم، لكنه تكريم معنوي وطريقة للتعبير عن شعورنا الداخلي».