احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، الاثنين الماضي، بالروائية ميسلون هادي وتجربتها الإبداعية، وسط جمع كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين. جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة المعهد الثقافي، استهلها المستشار الثقافي للمعهد باسكال بكلمة قصيرة، قال فيها أن «مثل هذه الجلسات من شأنها تعزيز التلاقح الفكري والثقافي بين شعبي العراق وفرنسا».

بعدها استعرض مدير الجلسة، أمين الشؤون الثقافية في اتحاد الأدباء الشاعر منذر عبد الحر، السيرتين الذاتية والإبداعية للمحتفى بها، مشيرا إلى أن ميسلون تعد إحدى قامات العراق في حقول إبداع مختلفة، من الرواية والصحافة والترجمة وقصص الأطفال. 

ثم تحدثت المحتفى بها عن بداياتها الأدبية. وقالت إنه «من حسن حظ أي إنسان أن يعرف ماذا يريد. فأنا فمنذ الدراسة المتوسطة عرفت بأنني أريد ان أكون كاتبة، ومنذ ذلك الوقت بدأ عندي شغف القراءة والكتابة»، مشيرة إلى أن «الموهبة وحدها لا تكفي للكتابة، بل ان الأمر يحتاج إلى صقل الموهبة وتدريبها على الدوام».  واستذكرت ميسلون رواية «البؤساء» للأديب الفرنسي فيكتور هيغو، مبينة أنها أول رواية قرأتها في حياتها، وشكلت النواة الأولى لمسيرتها في ما بعد. كما تطرقت إلى علاقتها مع زوجها الكاتب والناقد الراحل نجم عبد الله كاظم، الذي لعب دوراً بارزاً في تعميق تجربتها، لافتة إلى أنهما اتخذا من الكتابة مشروعاً لحياتهما.

ثم تحدثت عن تجربتها الصحفية. وقالت إن هذه التجربة لم تأخذ من جرفها الإبداعي ككاتبة، بل كانت مهمة وتعكس طبيعتها باعتبارها معنية بالشأن العام العراقي، وتعمل على تصحيح الأخطاء المجتمعية عن طريق الكتابة، مشيرة إلى أنها نجحت في ذلك نوعاً ما.

وتطرقت المحتفى بها أيضا إلى بداياتها مع كتابة الخواطر والأشعار، معتبرة ذلك تمريناً للكتابة حتى صدور أول أعمالها الروائية بعنوان «الشخص الثالث»عام ١٩٨٥. فيما عرّجت على أبطال رواياتها الذين يمثل معظمهم شخصيات من الواقع المعاش. وشهدت الجلسة مداخلات عن تجربة المحتفى بها، ساهم فيها عدد من الأدباء والمثقفين الحاضرين، بضمنهم د. فاطمة بدر، مديرة «دار ألكا» للنشر التي نشرت معظم أعمال ميسلون هادي، ورئيس اتحاد الأدباء الناقد علي الفواز، الذي قال أن» ميسلون شاهد عيان على زمن إبداعي وعلى تحول مهم في السردية العراقية والعربية». كذلك ساهم في المداخلات الكاتب د. كاظم المقدادي والكاتبة د. سلامة الصالحي والكاتبة منى سعيد وغيرهم. جدير بالذكر، أن الروائية ميسلون هادي المولودة عام 1954 في بغداد، حاصلة على البكالوريوس في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد، وأنها عملت في الصحافة الثقافية نحو 30 عاما، وسكرتيرة تحرير لعدد من الدوريات الثقافية. وقد أصدرت خلال مسيرتها نحو 34 كتابا، وفازت روايتها «العرش والجدول» بـ «جائزة كتارا» للرواية العربية 2015، فيما فازت روايتها «جانو أنت حكايتي» بجائزة الإبداع العراقي 2019.