ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، الكاتب الموسوعي د. جواد بشارة، الذي تحدث في ندوة حوارية حول “التجريب في السينما”.

حضر الندوة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، جمع من الاختصاصيين في السينما والمثقفين والمهتمين في الفن السابع. فيما أدارها الفنان طه رشيد، واستهلها بتقديم نبذة عن الضيف، وهو الكاتب والإعلامي والمحلل السياسي والباحث العلمي في مجال الكوسمولوجيا والناقد السينمائي، مبينا أن د. بشارة ولد في بابل عام 1955، وحصل على الليسانس في العلوم السينمائية والإعلامية في جامعة باريس عام 1977، وعلى الماجستير في الإخراج السينمائي في الجامعة ذاتها عام 1978.

وأضاف قائلا أن الضيف حاصل أيضا على دبلوم دراسات معمقة في النشاطات الإعلامية والسمعية والبصرية، عام 1980 في جامعة السوربون، وعلى الدكتوراه في السينما، فضلا عن دكتوراه الدولة في الأدب الفرنسي وعلاقته بوسائل التعبير السمعية، عام 1984 في جامعة باريس، مبينا أن د. بشارة أسس شركة للإنتاج السينمائي باسم “أفلام عشتار”، وأسس دار نشر باسم “بابلونيا” ساهمت في إخراج وطباعة ونشر كتب فرنسية.

وأشار رشيد إلى ان الضيف زاول العمل الصحفي والنقد السينمائي وكتابة الأبحاث والدراسات السينمائية والفنية، وان لديه خبرة واسعة في الإعلام الفرنسي والدولي والعلاقات العامة في المؤسسات الإعلامية الفرنسية. وقد نشر في صحف ومجلات عربية وأجنبية أكثر من 5 آلاف دراسة وبحث ومقالة، بين تأليف وترجمة، كما أصدر الكثير من الكتب، وهو مراسل لمجلات وصحف عربية عدة.

بعد ذلك، قدم د. بشارة نبذة عن تاريخ نشوء الفن السينمائي. فيما تطرق إلى بدايات إطلاعه على السينما التجريبية في فرنسا، مبينا أن “التجريب في السينما ليس وليد اليوم، وليس طارئاً على هذا الفن.  فقد بدأ  مع بداية السينما نفسها. وكان السينمائيون يبحثون ويجربون باستمرار وسائل لم تكن معروفة من قبل ويبتكرون حيلا سينمائية وعدسات خاصة وأشرطة ذات حساسية عالية”.

ثم عرّج على مراحل تطور السينما في أوربا، مشيرا إلى الأعمال التجريبية النادرة لبعض المخرجين الفرنسيين.

وقال أن “السينما التجريبية عالم خاص، يبدو معارضا لما يسمى بالسينما التجارية أو التقليدية”، لافتا إلى ان “السينما التجريبية تعود جذورها إلى عشرينيات القرن العشرين، وان الأفلام الأولى التي تحتوي على صور متحركة أنتجها الأخوان لوميير نهاية القرن التاسع عشر.. وهكذا تطورت السينما وبدأ تقنينها مع بداية القرن العشرين”.

ونوّه الضيف إلى انه “بعد الحرب العالمية الأولى، في أوربا المدمرة والفقيرة، استمتع الفنانون، كتّابا وصانعي أفلام ورسامين وما إلى ذلك، في إنتاج أفلام تهدف إلى السخرية من قواعد السينما”. فيما لفت إلى انه “كان من المفترض أن تكون السينما الروائية تصويرا واقعيا للحياة، لكن السينما الطليعية أرادت تأكيد الطبيعة الاصطناعية لهذا العرض، وإثبات بأنه ليست هناك طريقة واحدة لصنع السينما”.

وأشار إلى ان “السينما الأوربية في ذلك الوقت سخرت أيضا من القيم البرجوازية للطبقتين الوسطى والعليا، التي كانت حاضرة جدا في السينما الروائية. والحال أيضا في الولايات المتحدة التي تشهد ظهور حركة سينمائية مناضلة واحتجاجية، بمبادرة من نقاد أو محبين للسينما”.  وبعد أن أجاب د. بشارة عن أسئلة ومداخلات طرحها عدد من الحاضرين، قدم له عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، شهادة تقدير باسم المنتدى.