يزاول عبد الله فتحي (74 عاما)، وهو مهندس زراعي متقاعد من أهالي الموصل، فن صناعة المجسمات المصغرة. وبعد تحرير مدينته من إرهاب داعش، بدأ يصنع نماذج مصغرة للعديد من مبانيها ومعالمها وشواخصها. إذ صنع على مدى 3 سنوات مجسمات لـ15 مبنى، ضمن مشروع يعدّه بمثابة عملية إعادة إحياء للمباني القديمة المتهالكة أو المدمرة بفعل الحرب، لكن بطريقته الخاصة.  يقول فتحي في حديث صحفي، أنه “بعد تحرير الموصل شاهدت مباني مهدمة، كنا تعايشنا معها سنوات طويلة. فتساءلت: لماذا لا أوثق هذه المباني بمجسمات صغيرة كي تعرفها الأجيال اللاحقة؟”.   ويضيف قائلا أن “كل ما تقع عيني عليه من مواد أولية يفيدني في عملي، سواء من الحاجيات المستعملة أم المواد التالفة، لذلك احاول الاستفادة من كل هذه المواد”، موضحا أنه صنع نحو 15 مجسما لمباني معروفة في الموصل، مثل عمارة الاحمدية ومبنى المحافظة وجامع الموصل الكبير وعمارة توما وعمارة عبيد القصاب وفندق الموصل والمستشفى العام.

ويمضي فتحي ساعات طويلة في صناعة النماذج المصغرة، وذلك باستخدام الخشب والحجر والطلاء والمواد اللاصقة، وهو يسعى إلى صناعة نماذج لجميع المباني الشهيرة في الموصل.

وفيما يلفت إلى أنه يلجأ في بعض الأحيان الى الانترنيت، ليتأكد من شكل المبنى قبل أن يقوم بتنفيذ مجسمه المصغر، يرى أنه “في عملي هذا أخرج شيئاً من الظلمات الى النور، وكأنني ساهمت في إعمار المدينة”!