اخر الاخبار

تحل هذا اليوم الذكرى الحادية والستون لانقلاب الثامن من شباط ١٩٦٣ الأسود، الذي حوّل العراق إلى بركة من الدماء! ذلك الانقلاب الذي قادته زمر حزب البعث المقبور بمساندة دوائر متآمرة اجنبية وعربية معروفة للقاصي والداني!

لقد عاثت تلك الزمر الفاشية فسادا في البلاد، واستهترت على نحو شنيع بأرواح الناس وممتلكاتهم واعراضهم، حتى زكمت جرائمهم البشعة الانوف، خاصة في مراكز التوقيف العلنية السرية التي أقاموها في المدارس والملاعب وفي الأحياء السكنية. ولم يسلم من ايديهم العامل والفلاح والكاسب والموظف والمثقف والفنان. وخير مثال على ذلك اغتيالهم الصحفي والمناضل الكبير عبد الجبار وهبي( ابو سعيد)، وتقتيل وملاحقة واحتجاز وسجن عشرات آلاف المواطنين بتهمة الانتماء لحزبنا الشيوعي، واستشهاد العديدين منهم تحت التعذيب الوحشي، وكان في مقدمتهم سكرتير حزبنا الشهيد سلام عادل.

كان انقلاب ٨ شباط هجمة بربرية على كل مناحي الحياة وميادينها، بضمنها الشوارع والساحات وكل ما يرمز لثورة الرابع عشر من تموز !

وفي صبيحة ذلك اليوم المشؤوم حاولت مجموعة من قطعان الحرس القومي اغتيال إنجاز الفنان جواد سليم وتهديم عمله الخالد «نصب الحرية» في ساحة التحرير، وذلك من خلال رشقه بمئات الاطلاقات التي لم تترك – لحسن الحظ - سوى آثار بسيطة لجريمتهم قبل ستة عقود.

ثم انتقل القتلة الى الجهة الثانية من الباب الشرقي، وهي ساحة الطيران، حيث تنتصب الجدارية الخالدة للفنان فائق حسن. وهنا أيضا لم ينفع رصاصهم، فعمدوا الى طلاء الجدارية باللون الأسود! وهكذا لم يفلحوا أيضا في اغتيال هذا الأثر الفني الرائع، لتستعيد الجدارية لاحقا الوانها الزاهية وتذكّر الناس بأفراحهم ايام ثورتهم التموزية الخالدة!

وتعاقبت الأعوام، وذهب الانقلابيون يلاحقهم العار، وبقي نصب الحرية وجدارية فائق حسن موقعين ومنطلقين ورمزين لنضال الشعب العراقي المشرّف، عبر تاريخه الحديث.

عرض مقالات: