تختتم مساء هذا اليوم الأحد على خشبة “مسرّح الروّاد” في منطقة الكسرة، عروض مهرجان “حريات” المسرحي الأول، الذي تقيمه كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، تحت شعار “كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر”.

وبحضور جمع من الفنانين وطلبة الفنون وجمهور من محبي المسرح، انطلق المهرجان أول أمس الجمعة على خشبة “مسرح الروّاد”، بعرض مسرحي عنوانه “أسد بغداد”، من إعداد وإخراج حميد صابر، وتمثيل خالد أحمد مصطفى ود. كاظم عمران.

أما في اليوم الثاني للمهرجان، أمس السبت، فقد شهدت خشبة “مسرح حقي الشبلي” في كلية الفنون الجميلة، عرضا مسرحيا بعنوان “طائر الوجع”، من تأليف عباس لطيف وإخراج حسين علي هارف وتمثيله إلى جانب علي الغزي وخلدون كشكول، واداء صوتي ساهرة عويد، وعزف وغناء طلال علي، وسينوغرافيا د. عقيل عبد علي، وإشراف د. مضاد عجيل.

فيما يختتم المهرجان في الساعة السادسة من مساء هذا اليوم، بعرض مسرحي عنوانه “القافات”، من إعداد وإخراج ياسين الكعبي، وتمثيل شذى سالم ومازن محمد وخالد أحمد ونخبة من طلبة قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة.

وتلقي ثيمات المسرحيات الثلاث، الضوء على معاناة السجين السياسي جراء الظلم والاضطهاد والقمع والكبت والحرمان ومصادرة الحريات، في ظل عهود وأنظمة مستبدة.

طائر الوجع.. مظفر النوّاب

وفي لقاء صحفي، تحدث الفنان حسين علي هارف عن مسرحية “طائر الوجع”، مبينا أن فكرتها تجسد صراعا بين القصيدة، ممثلة بالرمز الشعري والسياسي مظفر النواب، والسلطة المستبدة  ممثلة بالحكومات المتعاقبة التي قمعت الحريات “فهنا يكون مظفر النواب رمزاً لسجين الرأي وصوتا للحرية ومثلاً أعلى للإرادة ومقاومة الطغيان والفساد والظلم”.

وعن الرسالة التي تحملها هذه المسرحية، أوضح هارف أن “الشاعر المناضل الراحل مظفر النوّاب ورفاقه في سجن (نگرة السلمان)، كتبوا فصلاً خالداً في التاريخ الوطني للعراق.. كلُّ واحد منهم  كان رمزاً للسجين السياسي العراقي وللثبات على المبدأ.. النواب كان صوتاً للشعر والحرية ومقارعة الظلم والقهر والاستبداد، وحين كان يكتبُ شعره على ضوء الفانوس في السجن، لعله كان يعي أنّ كل قصيدة وأغنية له ستكون فانوساً لنا في دروبنا الملغّمة والمليئة بالأشواك”، مضيفا أنه “أردنا في هذا العمل أن نعرض بعض فصول الألم والأمل لطائر الوجع العراقي الذي كان يشدو للوطن والناس، وأن نذّكر بتضحيات المثقفين المناضلين”.