اخر الاخبار

نظّم المنتدى العمالي الثقافي في اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، ندوة حوارية تحت عنوان "الديمقراطية طريقنا للاشتراكية"، تحدث فيها الباحث الدكتور إبراهيم إسماعيل، وأدارها الكاتب رشيد غويلب، وحضرها عدد من المهتمين بالشأنين السياسي والفكري.

تضمنت مداخلة الباحث الضيف عدة محاور حول معنى الديمقراطية ومعنى الحرية والعلاقة بينهما، والفرق بين الديمقراطية البرجوازية والديمقراطية الإشتراكية، وأخيراً كيف سيكون طريقنا الى الإشتراكية. وأكد د. إسماعيل أن للديمقراطية جناحين: الديمقراطية السياسية وتعني كل ما يتعلق بالحكم من آليات ونظم وقوى، والديمقراطية الاجتماعية التي تُعنى بسبل توزيع الثروة. أما الحرية فهي خاصية للعقل البشري، تواجه تأثيرات قوى مستقلة عن وعي الإنسان، أي تعمل بشكل موضوعي (الضرورة)، وأن هناك وحدة جدلية بين الحرية والضرورة، تكون نقطة البداية فيها الضرورة التي تشتق منها لاحقاً حرية الإنسان وإرادته، حين يدرك تلك العوامل ويوظفها لصالحه.

وأوضح ان علاقة الديمقراطية بالحرية هي علاقة الشكل بالمضمون، الشكل هو الديمقراطية والمضمون هو الحرية. وهناك بين الشكل والمضمون دائما وحدة وصراع. ففي كل مرحلة أو فترة تاريخية هناك شكل معين للحرية هو الشكل الديمقراطي، يتعايش في بادئ الأمر مع المضمون، ثم يؤدي تطور الحرية الى نسف الشكل لتأخذ الحرية شكلاً جديداً، يكون متطوراً بالمقارنة مع الأول.

وبعد أن شرح د. إسماعيل مفردات وآليات الديمقراطية البرجوازية، أكد على تناقضها مع الحرية، حيث فقدت هذه الديمقراطية علاقتها بالحرية وصارت قيداً عليها، لذلك يجب استبدالها بالديمقراطية الإشتراكية، حتى لو كانت قد نجحت حتى الآن في التكيف مع هذا التناقض. وأضاف أن الديمقراطية الإشتراكية لا تنهي التفاوت الاقتصادي فقط، بل تحقق المساواة في الثروة وتكافؤ الفرص والمساواة في الحرية، فهي تؤمّن الخلاص من عدم اليقين، الخلاص من الخوف، سواءً من السلطة او من رب العمل او من القوي وهكذا.

وذكر الباحث أن ماركس وانجلز أكدا أن الاشتراكية والديمقراطية متلازمتان، وأن الكفاح من اجل الحقوق الديمقراطية هو جزء من الصراع الطبقي. فمع تطور الصراع الطبقي تسعى البرجوازية للتخلص من عبء الديمقراطية، فيما يتمسك الناس وفي صدارتهم الطبقة العاملة بنتائج هذه الديمقراطية، ويسعون لبناء بديل ديمقراطي أسماه ماركس “حركة الغالبية العظمى لصالح الغالبية العظمى”. وعلى هذا الأساس، أمّن البلاشفة بعد ثورة أكتوبر 1917 في روسيا الحقوق المدنية الديمقراطية، وألغوا عقوبة الإعدام واحترموا حرية التعبير والنشر والتنظيم، وواصلت حتى الأحزاب المناوئة للثورة، نشاطها السياسي العلني والحر. ومثال على هذا مشاركة 19 حزباً في إنتخابات الجمعية التأسيسية في بتروغراد وحدها. لكن البيروقراطية والحاجة لتفضيل صيانة النظام الإشتراكي على الديمقراطية، خلقتا الكثير من المشاكل المؤذية.

وشرح الباحث مجموعة من الأفكار التجديدية التي تضمنتها الوثيقة الفكرية للحزب الشيوعي العراقي بصدد الموقف من الدولة وملكية وسائل الإنتاج والصراع الطبقي والتحالفات، متوصلاً الى أن التغيير الشامل سيخلق شكلاً جديداً للديمقراطية يطلق المدى للحرية من جديد.

وفي نهاية الندوة، طرح الحضور العديد من الأسئلة التي أغنت النقاش، والتي أجاب الباحث الدكتور إبراهيم إسماعيل عليها بما أضاف مزيدًا من العمق للمواضيع التي تمت مناقشتها.

هذا واعتبر الحضور الندوة فرصة غنية للتفاعل مع الفكر الماركسي، وتوضيح العلاقة بين الديمقراطية والحرية في سياق الاشتراكية، بما يتناسب مع التغيرات المعاصرة.

عرض مقالات: