اخر الاخبار

وسط مدينة أنهكتها الحروب وخيّم عليها الحزن سنوات طويلة، ينهض "معهد ميرزو" للموسيقى كواحد من أبرز رموز الأمل والحياة الجديدة في سنجار.

هذا المعهد، أصبح محطة جذب لعشرات الأطفال والشباب الذين وجدوا في أنغامه متنفسًا وأداة للتعبير عن الذات. إذ أن الموسيقى، التي طالما عُدّت لغة الشعوب وأداة للتواصل الإنساني، أصبحت في سنجار اليوم وسيلةً لإعادة البناء النفسي والثقافي، بعد سنوات من الدمار والتهجير – وفقا للعديد من المتابعين.

ولا يُقدم المعهد دروسًا في العزف وحسب، بل يساهم في صناعة الوعي الفني والجمالي في مدينة تنشد الاستقرار والسلام.

في حديث لـ "طريق الشعب"، قال الفنان فلاح حسن الخانصوري، أحد أعمدة المعهد، إن "ما نقوم به اليوم هو أقل ما يمكن تقديمه لشباب سنجار. نحن هنا لخدمتهم، ولمنحهم فرصة التعبير عن مشاعرهم، وطموحاتهم، من خلال الموسيقى".

وأضاف قوله إنه "من الجميل أن ترى طفلاً يعزف على الكمان أو العود، بعد أن كان يعيش في ظل أصوات القصف والخوف. هذه هي رسالتنا، أن نعيد الحياة إلى سنجار عبر الفن"، مبينا أن "الموسيقى لغة عالمية، ونحن نحاول من خلال معهدنا توفير منصة آمنة ومحترفة لكل موهبة تبحث عن فرصة للانطلاق، ولكل طفل يحلم بأن يحمل آلة موسيقية ويعبر عن نفسه بطريقة راقية".

ويُقدم المعهد دروسًا في العزف على آلات موسيقية مختلفة، مثل العود، الكمان، الغيتار والبيانو، إضافة إلى التدريب على الغناء الكورالي وتذوق الموسيقى.

ويشهد المعهد إقبالاً متزايدًا من الفتيات أيضًا، في مشهد يُعدّ جديدًا ومشجعًا في المجتمع المحلي. ورغم الإمكانيات المحدودة، يواصل القائمون على المعهد جهودهم بإصرار، بدعم مجتمعي متنامٍ، مؤكدين أن طموحهم لا حدود له، وأن الأمل وحده قادر على إعادة تشكيل الوعي الجمعي، تمامًا كما تُعيد النغمة تشكيل الصمت.

عرض مقالات: