اخر الاخبار

نظم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع دار الشؤون الثقافية العامة وكلية الآداب في جامعة بغداد، الأربعاء الماضي، جلسة استذكار للعالم اللغوي الراحل د. مهدي المخزومي (1917 – 1993)، في مناسبة صدور أعماله الكاملة عن دار الشؤون.

الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، تحدث فيها عدد من النقاد والأكاديميين، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين باللغة.

د. مؤيد آل صوينت، أدار الجلسة واستهلها بالحديث عن المخزومي كأحد أبرز مؤسسي اتحاد الأدباء ورموزه، مذكّرا بإشادة الجواهري الكبير بعلمية المخزومي.

وفي كلمة قصيرة، أشار رئيس الاتحاد د. عارف الساعدي إلى مكانة المخزومي العلمية والأدبية، ودوره في صياغة المشهد الثقافي واللغوي العراقي، مبينا أن أعمال الراحل تُمثل مرجعا رصينا للأجيال القادمة، وانه جمع بين صرامة الباحث ورهافة الأديب، فكان علامة بارزة في الدرس اللغوي والنقد الحديث. 

وكان أول المتحدثين في الجلسة عميد كلية الآداب د. علي عبد الأمير علاوي، الذي ذكر أن "المخزومي لم يكن مجرد أستاذ جامعي، إنما مؤسسة معرفية متكاملة. إذ ساهم في تأسيس مناهج لغوية جديدة، وخرّج جيلاً من الدارسين والباحثين الذين حملوا مشروعه العلمي إلى آفاق أوسع"، مشيراً إلى أن صدور أعماله الكاملة يشكل استعادة لواحد من أعمدة الدرس الأكاديمي في العراق والعالم العربي.

بعد ذلك، قدم د. طارق عبد عون الجنابي، مداخلة وصف فيها المخزومي بـ"العالم السامق النادر"، مستحضراً مشاهد عايشها معه في ميادين الثقافة، ومؤكداً أن حضوره العلمي حيّ ومتجدد.

بينما شبّه د. صاحب أبو جناح، المخزومي بـ "ظاهرة فكرية تقارب مكانة طه حسين في مصر والعالم العربي"، لافتا إلى شجاعته في مواجهة الجمود الفكري، وإلى ما تعرّض له من عزلة بسبب ذلك.

من جانبه، استعاد د. مالك المطلبي ذكرياته مع المخزومي أستاذاً في كلية الآداب، واصفاً إياه بـ "العالِم البارع في بث الأخلاق والحياة من بوابة اللغة، بوصفها ظاهرة فطرية ذات وظيفة وجودية".

إلى ذلك، أكد د. محمد عبد مشكور في مداخلة له، تميّز المخزومي في اختياره ونقله أهم كتب اللغة في العالم، مشيرا إلى "فرادته العلمية التي لا زالت تبعاتها تغني المشهدين الثقافيين العراقي والعربي".

وفي سياق الجلسة، أقيم معرض لوثائق نادرة تخصّ المخزومي، عرّفت بجانب من سيرته العلمية وإرثه الثقافي.

جدير بالذكر، أن للمخزومي مؤلفات عديدة في مجال اللغة العربية، أبرزها "الخليل بن أحمد الفراهيدي – أعماله ومنهجه"، "مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو"، "الدرس النحوي في بغداد" و"الفراهيدي: عبقري من البصرة".