أربيل ـ طريق الشعب

نظم الحزب الشيوعي الكردستاني، الثلاثاء الماضي، حفلا تأبينيا كبيرا في أربيل لمناسبة مرور 40 يوما على وفاة القائد الشيوعي الرفيق كريم احمد، السكرتير الأسبق للحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني.

وشارك في الحفل المئات من الشيوعيين وشخصيات رسمية ومدنية ديمقراطية، وأهالي الشهداء والبيشمركة واصدقاء الفقيد.

وفي بداية الحفل قدم الرفيق كاوه محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، كلمة بالمناسبة، كما القى كلمة الحزب الشيوعي العراقي الرفيق ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب.

وعرض خلال الحفل مقطع مصور عن السيرة النضالية للفقيد الراحل، سلط الاضواء على حياته السياسية ونضاله الممتد لأكثر من سبعين عاما.

وقرأت رسائل تعزية من الأحزاب السياسية وعدة قصائد تشيد بمناقب الفقيد ومآثره.

وحضر الحفل ممثل رئيس إقليم كردستان مسرور البرزاني محافظ أربيل أميد خوشناو، وممثل جمعية انصار الحزب الشيوعي الكردستاني حميد رشيد قرداغي، وممثل حركة التغيير كاردو محمد.

ووضع الرفاق مدالية الرفيق كريم احمد في مناسبة ميلاده المائة على صورته خلال الحفل.

 ************************************************

الشيوعي العراقي:  الفقيد مدرسة تواصل عطاءها

الحضور الكرام

طاب مساؤكم

نلتقي اليوم لنحيي معا ذكرى مرور أربعين يوما على رحيل الرفيق  كريم احمد ( أبو سليم ) الذي غادرنا بعد عمر حافل بالعطاء  ، مقدما في حياته اليومية ، وفي مسيرته النضالية قيما ودروسا وعبرا للسائرين بثقة الى امام نحو مستقبل زاهر ترفرف فيه رايات التقدم والازدهار والقيم الإنسانية والاشتراكية .

أبو سليم تخرج من دار المعلمين  ، فيما معمعان النضال ومدرسته  قدمت له الكثير وهو بدوره اصبح ملهما لاجيال من المناضلين العراقيين والكردستانيين 

فقيدنا الكبير مدرسة بحد ذاتها ، وهي حتى بعد رحيله تواصل عطاءها ، مقدمة المثل الذي يحتذى في الكفاح والعطاء الذي لا يعرف الكلل والملل . لم  تعقه عن مواصلة مسيرته المطاردات والسجون والمعتقلات والابعاد القسري والمنافي ، بل هي زادته صلابة وعزما للمضي الى امام متطلعا الى اليوم الذي لا وجود فيه للاستغلال والاضطهاد:  الطبقي والاجتماعي والقومي .

أبو سليم ، قولا وفعلا ، مناضل من طراز خاص  ، جمع العديد من الخصال والصفات الحميدة ، فهو الانسان طيب المعشر  ، كريم النفس ، والمكافح العنود والمضحي في سبيل القيم والمبادئ التي سار ، مع رفاقه وحزبه ، لتحقيقها ، متطلعا الى خلاص الشعب من قيوده ،وبناء حياته الحرة الكريمة الامنة .  رفيقنا الراحل  مدرسة للوطنية الحقة  والاممية الصادقة ، ناضل من اجل الديمقراطية للعراق وتحقيق الحقوق المشروعة لشعب كردستان ، ومختلف أطياف الشعب العراقي المتاخية . فهو بحق شخصية وطنية عراقية وكردستانية واممية .   

فقيدنا قائد سياسي ، تبوأ بجدارة مواقع قيادية في الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني ، وهو كاتب مرموق ، وقائد انصاري ، كرس حياته للذود عن الحزب وقيمه ، وحقوق الشعب وحقه في  حياة افضل .

شخصية مناضلة مثل أبو سليم إن رحل عنا بدنا ، فهو باق معنا بخلقه وقيمه  وتصديه للظلم والاقطاع والاغوات والطغاة على مختلف اشكالهم . ترك لنا ارثا غنيا وزادا يحفزنا كل يوم ، وكل ساعة على العطاء والعمل المثابر  من اجل العراق الديمقراطي الفيدرالي والعدالة الاجتماعية .

في ذكراه ، نجدد العهد نحن الشيوعيين العراقيين ، على السير على خطى الرواد الواثقة من الانتصار وتحقيق الوطن الحر والشعب السعيد .

ومن جديد أيضا خالص التعازي والمواساة لعائلته ولرفاقه وأصدقائه الكثر في الإقليم والعراق   ، ولهم  جميعا الصبر والسلوان ، ولفقيدنا الكبير دوام الذكر الطيب .

نم قرير العين عزيزنا الغالي أبا سليم فقد كفيت ووفيت ، وعهدا على المواصلة واستكمال المشوار حتى تحقيق الانتصار للشعب وكادحيه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة الحزب الشيوعي العراقي القاها الرفيق ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب

 *********************************

كلمة الرفيق حميد مجيد موسى (ابو داود) في حفل التأبين

الاحبة.. الحضور الكريم

يؤسفني عدم التمكن من الحضور مباشرة في حفلكم، ولكن قلبي ومشاعري معكم للمساهمة في اربعينية الراحل والرفيق العزيز (أبو سليم كريم احمد) فرحيله خسارة لأهله وللرفاق ومحبيه، ولمن تعرف على خصاله الحميدة، وتضحياته الجسمية، وصفاته الإنسانية الصادقة.

لكن ما العمل؟ فتلك هي سنة الحياة.

والاهم هو الذكر العطر للفقيد، والاسترشاد بحسن سيرته، وعظيم نكرانه للذات، وروح التضحية من اجل قضايا الشعب والوطن والحزب. لقد تحمل الرفيق كريم احمد بصبر وقناعة ووعي عميقين طوال حياته السياسية النشطة التي تجاوزت أكثر من ثمانين سنة من حياته المديدة والتي بلغت 100 عام، الكثير من الاهوال والمصاعب، وتعذيب وسجون، وفراق للأحبة وغياب عن العائلة، ولم تفت الآلام من عضده وقوة ارادته في مواصلة المسير الصعب على درب الحرية والسلام وخدمة كادحي الشعب وسعادتهم.

لقد كان رمزاً بارزاً للنضال ليس فقط على الصعيد المحلي / الوطني وانما على المستوى الإقليمي والعالمي، شخصية اجتماعية وطنية وحزبية تحظى باحترام الجميع وتقديرهم، ولم تضعف إزاء المصاعب من ثقته بالشعب وبالحزب ومبادئه، ولا في روح التفاؤل الثوري لديه.

لقد اختبرت الحياة معدن الرفيق العزيز كريم الأصيل، وصقلت تجربة ممارسته لجميع أنواع وأساليب النضال: - شراسة المطاردات، وظروف الاختفاء والعمل السري المرة، وحشة وقساوة السجون والمنافي والمعتقلات، (-------) والمساهمة النشطة في حركة الكفاح المسلح في صفوف الأنصار / البيشمركة والعمل وكان في كل تلك المواقع بطلاً شجاعاً، وقائداً فذاً، محبوباً يشعر بالمسؤولية، وبالصلابة المبدأية، والمرونة المطلوبة.

ان الروح الأممية للرفيق كريم ونهجه الثوري وتمسكه الصارم بمبادئ الاشتراكية العملية والاندماج الروحي بالكادحين واوسع الجماهير الشعبية جعلا منه تلك الشخصية الحزبية والوطنية المهابة، والتي تدعو  ------- ---- بالمستقبل المشرق للشعب في تحقيق الوطن الحر والشعب السعيد.

ان مسيرة حياة الفقيد الثرة والغنية بالتجارب والخبرة وبالمنجز الأخلاقي السامي وروح الايثار والتضحية تجعلها مدرسة نضالية ونموذجاً تتعلم الأجيال من دروسه ويعينها على مواصلة نضالها الدؤوب لتحقيق أهدافها.

نستذكر الرفيق وتجربته ------ وخصاله الطيبة في ظروف غاية في التعقيد والصعوبة يمر بها شعبنا بجميع فئاته الوطنية وتلاوينه المتعددة، حيث تنصب امامنا مهمة انقاذ الوطن وتخليصه من براثن المحاصصة والفساد من اجل الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية وكلنا ثقة بانها ستكون لنا معيناً لا ينضب على دروب النضال الذي لا يتردد من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن.

نستذكر الرفيق كريم بالعرفان لجميل ما اعطى من روحه وجهده لعزة الوطن وكرامة الشعب وبناء حزب الكادحين.

كل المجد والخلود للعزيز أبو سليم، ولتكن ذكراه العطرة نبراساً لنا، ونحن نسير على نفس الدرب الذي اختاره بشموخ ووفاء.

 ********************************

كاوه محمود: كريم احمد مناضل وشخصية مرموقة

كريم أحمد ليس عنوانا لهذه المناسبة التأبينية فقط، انما خطط الحزب لإقامة هذا الحفل في أوائل شهر تموز الماضي، للاحتفال بعيد ميلاده المائة ومنحه الميدالية الذهبية للحزب.

كريم احمد هو عنوان للحزب الشيوعي الكردستاني، حيث ظهر تأثيره بوضوح في مختلف مراحل نضال الحزب الشيوعي الكردستاني، وكذلك الحزب الشيوعي العراقي منذ القرن الماضي.

 كان الرفيق على قناعة كبيرة بمهام حركة التحرير الوطني الكردستاني والاعتقاد بالديمقراطية وقد مزج بين القضية الوطنية والمسألة الطبقية.

 والرفيق الراحل كان يؤكد على أهمية الجبهة الكردستانية التي اعتبرها أداة استراتيجية لإنجاز مهام حركة التحرير الوطني الكردستاني. لهذا الغرض، لعب دورًا حيويًا في تشجيع جميع الأحزاب السياسية في الاقليم.

في العمل الحزبي، كان مهتما بالتنظيم وتقديم المشورة للمنظمات، واعتبر ذلك جزءًا من جدول أعماله اليومية. لإنجاز هذه المهام كرس حياته وحياة أسرته للحزب.

كريم احمد إنسان متواضع وشخصية مرموقة ومحبوبة، وهكذا في الحياة الحزبية، كان مدرسة رائعة لتعليم كوادر الحزب وأعضائه.

وعلى مستوى الحركة الشيوعية العالمية، كان الرفيق كريم أحمد قائدا أمميا بارزا، وكانت خياراته على وفق الماركسية والفكر الاشتراكي.

وقال الرفيق محمود: نعتقد أن على حكومة إقليم كردستان، ووفاء منها لنضال الرفيق كريم أحمد، يجب أن تضع مكانًا مناسبًا لنصب تمثال لمناضلنا الكبير في أربيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كلمة الرفيق كاوه محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الكردستاني