ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، السبت الماضي، الكاتب والصحفي زهير الجزائري، الذي قدم شهادة حية عن أحداث بشتاشان، والتي تقع في اطراف مناطق أربيل وكانت مقرا لقيادة وانصار الحزب الشيوعي العراقي، في مناسبة مرور 40 عاما عليها.

حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، والعديد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين. وقد أدار الجلسة النصير عودة الحمداني. 

وألقى الجزائري في بداية حديثه، الضوء على تجربته في بشتاشان، وما عاشه من مواقف في تلك الفترة، وما شهده من ظروف متداخلة وقاسية، مبينا أنه بداية وصوله إلى هذا الموقع ذهل بجمال الطبيعة، ووقتها كان برفقته الكاتب كاظم حبيب. وأضاف متحدثا عن المواقع المهمة التي شغلها الحزب الشيوعي العراقي في هذه المنطقة، منها موقع خصص كمقر للطبابة، والذي كان استثنائيا مقارنة بما متوفر في تلك المرحلة، حيث وجود العديد من الطبيبات والأطباء، متابعا قوله إن من مقار الحزب الأخرى في المنطقة، هو مقر المدرسة الحزبية، ومقر المكتب العسكري القريب من «جبل قنديل».  

وتطرق الضيف إلى الأحداث التي سبقت «واقعة بشتاشان»، وما شهدته المنطقة من أوضاع مرتبكة بسبب دخولها على خط القتال في الحرب العراقية – الإيرانية. إذ انتقلت المعارك في تلك الفترة من جنوبي العراق إلى مناطقه الشمالية، وتحديدا في كردستان.

كذلك أشار إلى التصعيد الذي مارسه الاتحاد الوطني الكردستاني من خلال موضوعات يطرحها في الإذاعة الخاصة، إلى جانب استهداف مفارزه العسكرية الشيوعيين.

وتحدث الجزائري عن العلاقات بين الاحزاب الكردية آنذاك، والتي اخذت طابعا انتقاميا، ومحاولات واضحة لمحو الآخر، مشيرا إلى ان الحزب الشيوعي العراقي كان يسعى إلى إنهاء الخلافات والصراعات الدموية الدائرة «لكن النوايا الحسنة التي كانت لدى الشيوعيين، كلفتهم خسائر كبيرة في تلك الظروف».

وسرد تفاصيل الحادث الإجرامي الذي تعرض له الشيوعيون في بشتاشان، وعملية انسحابهم باتجاه «جبل قنديل» واجتيازه، وما رافق ذلك من ظروف قاسية استمرت أياما طويلة، تحمّلها الرفاق بمختلف أعمالهم، حتى النساء والأطفال.

وبعد شهادات حية ساهم فيها العديد من الرفاق الحاضرين، وقدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الكاتب والصحفي زهير الجزائري.