يوسف سلمان ينهض ثانية

مِن مثواه ألأخيرْ

***

ينهض يوسفُ سلمانْ

نافضًاً غبارَ زمنِ الخوفْ

جاراً حبلَ مشنقتهِ باتجاهِ ساحةِ التحريرْ

وفي رايتهِ الحمراءَ

يضمد جراحَ جواد سليمْ

يمسح الدمَ عن الحرية

موزعاً ما بقي من حلمِ الفقراء خبزاً للشبابْ

يعدّ الرصاص المستقرَ في زوايا المكان

الباشا ألجديدُ تعلمَ درسَ القتل

تقطرُ من ذاكرتهِ نقاطُ الدم ِالأولى

كاورباغي وكل أضرابات العمال

معركةُ (الجسر)، وثبةُ كانونْ

قطرةٌ فقطرة

لمْ يحسبْ ما فَعله فاشيو رمضان (!) وما بعدهمْ

الذاكرةُ لن تتسعَ لهذا المحيط ِمن الدمْ

تتوافدُ الحناجرُ مشياً

تصطدمُ بأعقاب البنادقِ

هنا سقطَت ورقُة ُالتوتْ

يوسفُ سلمانْ

ينشر رايتَهُ ثانية ً في مطرِ الدمْ

يصافح أكفَ العمال

ثم يتنحى جانبا هامسا لرفاقه:

نحن هنا...!

يغادر المكانَ دونَ حبلِ مشنقة

عرض مقالات: