للماشين صوب الشمس
للحاملين على أكتافهم تأريخاً من الحكايات والأحداث
للرافعين بيارقهم معطّرة بعرق جبينهم الناصع بياضاً
للفاتحين دكاكينهم كلّ صباح بأدعية الخير والمحبّة والأمنيات
والغالقينها بآيات الشكر والقناعة وراحة البال
لمن أهزوجتهم صكّت الأركان بصداها في خمسينات القرن الماضي،
و ما تزال ترنّ في كلّ الأرجاء :ــ
( حيّ ميّت هندال انريده )
العمّال ....
العمّال الذين سجّلوا أسرع رقمٍ قياسيٍّ
في عشق الوطن والناس
ورسموا أجمل لوحات الانتماء الحقيقي
بإضراباتهم ،
ومواقفهم ،
وأهازيجهم ،
ونكران ذواتهم ،
الذين كتبوا تأريخاً مكلّلاً بالنصر والفخر والكبرياء
ببدلاتهم الزرق التي استعارت لونها السماء
الذين طرّزوا حياتنا بالأمل والفرح وموسيقى العمل
الذين تعلّمنا منهم، ونتعلّم كل يوم أبجدية معنى الحريّة
الذين ما تزال صورهم تداعب خيالاتي في كل وقت
أبي ــ عامل الميناء الطيّب
أوصاني بالمحبّة وعشق الوطن والناس
وخالي النقابي الحالم بوطنٍ حرٍّ وشعب سعيد
رسم لي دروباً من أملٍ وحكاياتٍ ورؤى
وعمّي البحّار الذي سكنته رائحة البحر وصوت الأمواج
أعطاني دروساً عن البحر ما له وما عليه،
لأرفع قبّعتي للموج راسماً حلمي زورقاً من قصائد وأغنيات
وجارنا خرّيج جامعة ( نقرة السلمان ) الذي كان يلقّنني في كل يومٍ
جملة من الأفكار وتعاليم الإنسانية والطيبة
و... و... و...
وكثير من الأسماء والأشكال والأنواع والصور
التي لمّا تزل تسكنني
ويمرّ شريطها السينمي أمام ناظري في الأول من آيار في كل عام
أدعوكم لنردد أغنية كتبتها ذات يوم :ــ
للعمّال.. بواحد من آيار
للعمّال نهتف زغار كبار
عمّي يبو الجاكوج
منجلك شك الروج
وحناجرنا تردد:
حيّ، ميّت، هندال نريده