الى الكبير مظفر النواب

 

ثمة غمازتان لاتَشِيان

حاسرتان لرأسك الصبي

_ قُلتَ ادفنوني واقفا بإتجاه بغداد

وهاهما

الشاهدتان تشعفان نضالك السرِّي لأجل الفقراء

كنت تمسح باسفنجة الخمرة الدموع

تلوم عمرك الحزين

 تدوس احلامك

في اغنية هادفة تبعث (المكاتيب)

لتصطلي معها بنار شهواتنا الذابلة

مثل الازاهير؛ وما وصلتك (المكاتيب) ..

ها أنت تغلق منافذ القبر الذي تروم ان تدفن واقفا فيه؛

وراسك منقوع بالجراح والملح والازمنة ..

تلك امنية تزقّ طعم المحبة في الاغنيات

وماسرى بها من أتربة...

تَوقَّف دخان ( الريل)

وخَرست مواويل ( حمد)

وملامح حمد  ( يامظفر)

أصمد

حصنتك الفقراء بالدعاء

لانك لِسانهم

لِسانهم الذي ما توقف يوما عن البكاء خمرتهَم أنت

سَكنُ أرواحهم بالشعر

حين يلوبون بالضيم

 بلا قنوت لأحد.

 تسري وحيدا في ليل الحدود

وخَلفك العِصيُّ تعوي والمخافر

كم شَربت من عسل الذمِّ السُلطوي

ما تَندى له الصباحات حزنا عليك

ياقبطان العويل

في صحراء أرواحنا

نم

نم هانئا بتربتك

هي الخلاص الزكي

قد تُكفِّر عنك ماسَلفَ من المأساة

يَكفي

يَكفي

أنك تعبت من سلالة الخمرة والوشايات  ورجال  الخفاء..

وأنا

بدمعتي اشطب من سبورة الحزن

شاعرا..

عرض مقالات: