ينفرد (موريس ديفرجيه) بتسمية عهود الأنظمة الدكتاتورية بـ(الأوبئة المعدية أو الأمراض المزمنة) فهي تتمثل في شخصية فرد تتعطش لتسلم السلطة وتمارس هذه الشخصية  الوانا من الطغيان والتكبر والتعجرف، مع بعض الخدع السياسية وبعض الظروف المواتية والأحوال الملائمة التي تمكنها من ممارسة سلطاتها. فهذه الأنظمة شبيهة بوباء الطاعون أو الهيضة (الكوليرا) الذي ينتشر ويعم بسرعة هائلة دون أن تعرف أسباب هذا الانتشار معرفة تامة. وإن سرعة انتشار هذه الأنظمة التي عرفها التاريخ البشري تجدد ممارستها في صور مختلفة، ولكن تبقى حقيقة الدكتاتورية واحدة أن كانت(ثورية أو رجعية) حيث ترتبط ارتباطا مباشرا كما لو كانت حلقتان متقابلتان في سلسلة، إنهما تتناوبان،كل واحدة تؤدي إلى ظهور الثانية المعاكسة لها من ممارساتها البينة وهي:

1.منطق المقاومة الذي يتلخص بقمع المعارضة، فهي تحاول إقناع جميع الفئات الاجتماعية أنها تعمل على  إضعاف قوى الخطر الذي يهدد المجتمع،فهي تغذي وتقوي إرادة المجتمع على سلوك اتجاهها وتبنيه ليصل الى درجة الخضوع التام إلى إرادتها المطلقة.

2.إقناع الشعب بفعالية العنف، واستبعاد لغة الحوار والنقاش مع المعارضة  بمختلف أشكالها الداخلية أو الخارجية. فالنقاش مستبعد  بحضور العنف الذي يغدو الوسيلة الوحيدة للدكتاتورية. فيلعب التوجيه والتربية السياسية دوراً رئيسياً في تهيئة جهاز من المثقفين يمكن اعتبارهم (الطليعة) في خطط وتنفيذ السياسات المختلفة للأنظمة الدكتاتورية.

بعد هذا العرض لمفهوم الأنظمة الدكتاتورية وإبراز وسائلها لابد أن يُثار سؤال :ما هي مراحل تحول  السلطة في العراق منذ 1968-2003، التي ابرزت نظام دكتاتوري يعد من أخطرالنظم الدكتاتورية في عصرنا الحديث؟

1.أخذت السلطة في العراق بشكليات (الأيديولوجية الثورية) التي سادت في (دول العالم الثالث) للفترة من (1968-1979)، حيث كانت منطلقات هذه الأيديولوجية قائمة على شعارات الوحدة، والحرية، والاشتراكية وقد حدّدت أعداءها في الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية، وكذلك انطوت هذه الأيديولوجية على مناهضة الأحلاف الأجنبية وتأميم الشركات والمصالح الأجنبية والاندماج في حركة عدم الانحياز وتأييد حركات التحرر في العالم وإنشاء علاقات وثيقة بدول (المعسكر الشـرقي)، أما على صعيد سياستها الداخلية فقد تلخصت في برامج الإصلاح الزراعي وتأميم الشـركات ورؤوس الأموال المحلية الكبرى وتصدّر القطاع العام والتخطيط المركزي في الاقتصاد ، ولأجل تعميق شكليات (الأيديولوجية الثورية) لابد من البحث عن وسيلة وهي : الثقافة التي أصبحت (وسيلة سياسية) تستخدم لبث (ثقافة البعث) و(تبعيث الثقافة)، (فالمناضل البعثي) من الطبقة العاملة يكون أعلى ثقافة من حامل الدكتوراه الذي تقتصر ثقافته على فهم وحفظ النظريات وعلى وفق التنظير البعثي للمثقف. وعُدَّ ميدان الثقافة والإعلام من أولى الميادين التي حرص(حزب البعث) على توجيهها توجيهاً دقيقاً على وفق اتجاهات السلطة وأهدافها، ففي هذا السياق تكون مهمات الثقافة ضمن (جهاز) لا يختلف في تسميته عن تسمية (الأجهزة الأمنية) الذي يحرص على السير في اتجاهات السلطة وأهدافها، فهو موضع ملاحظة يومية من قبل أجهزة السلطة العليا. ويهدف (نص السلطة)  بمختلف فنونه الأدبية والسياسية والعلمية إلى دعم الظواهر (المنجزات) التي شهدها المجتمع العراقي وتم توظيف المثقف والمؤسسات الثقافية بمختلف وظائفها لنشر(ثقافة البعث)، فكان النصُّ البعثي يستولي على الواقع الثقافي باسم هذه المفردات، وأنيطت بالمثقف والأديب والناقد والصحفي البعثي أو الموالي للبعث مهمة   لعب دور الرقيب فكان الرقيب الثقافي يقوم بمهمتين الأولى: تبعيث النص كلما وجد سبيلاً إلى ذلك، ضد إرادة كاتبه. والثانية : محاصرة الكاتب حينما يقف النص في تعارض مع أيديولوجية البعث. فاستعانت السلطة بنوعية معينة من المثقفين للدفاع عن مؤسستها السياسية والأيديولوجية وتغطية ممارستها ومن المثقفين الذين استعانت بهم تقنيو المؤسسات بأنواعها المختلفة. وخبرائها المتعددو التخصصات. وإعلاميوها أو كتاب واجهتها الثقافية. دخل المثقف في (دوائر السلطة) وشبكاتها وبدا السائد في هذه الدوائر هو (التحالفات)، و(دوائر النفوذ)، و(اقتسام المكاسب والمكافآت).

2.شخصنة السلطة عن طريق عبارات (عبادة الشخصية) و (الضرورة التاريخية) و(حتمية القائد) و(القائد الضرورة) إلتي قادت الى تمجيد (صدام حسين) ونشأت في العراق وبالذات عقب نشوب الحرب (العراقية – الإيرانية). وتمتع مجال الثقافة والإعلام برعاية مباشرة من(صدام حسين)، فهذا القطاع وسيلة لنشر ثقافة (عبادة الشخصية) بين الشعب لتحل محل (تبعيث الثقافة).واستقطاب العدد الأوسع من الفنانين والمثقفين والكتاب ورجال الإعلام إلى جانب المفهوم العام لـ (شخصنة السلطة) والعمل على استقطاب  واستئجار(الأقلام العربية) في مجالات الثقافة والإعلام من أجل بناء مرتكزات العمل الإعلامي في شخصنة السلطة والتعبئة للحرب التي قادت إلى إيمان المثقف بأن لاغنى عنه في تثبيت الرموز (المرتكزات) التي تقوم عليها السلطة، فيندفع المثقف الى الاقتراب من مراكز قرارها من أجل الحصول على المكاسب المادية ورغبة المثقف بالخصائص (الكاريزمية) التي يبثّها (القائد الضرورة) في الجماهير فيسعى إلى امتلاكها، ليكون هو الآخر من مالكي سلطة عظيمة شديدة القوة، فكانت الثقافة (المعرفية والإبداعية) في هذه المرحلة تدور في الأطارالآتي:

أ‌- قوى ظالمة تريد إفشال تجربة (العراق الرائدة) وهذه القوى تمثل في قوى عميلة (داخلية وخارجية).

ب‌-مآسي خلّفتها القوى (الظالمة) اقتصادية واجتماعية، ولكن الجميع على استعداد للتضحية من أجل هدف مجهول، فالسعي نحو المجهول من أهم سمات الانقياد للسلطة الشمولية.

ت‌-أبطال (خرافيون) قدراتهم خارج حدود الطبيعة البشرية فالموت حالة طبيعية من أجل (الكرامة الوطنية) أو بالاحرى من أجل حياة السلطة.

شأن اللغة التي كتب بها هذا النوع من الثقافة والذي يمكن أن يطلق عليه (نص السلطة) الذي يخضع لمتطلبات السوق الثقافـي الرسمي للسلطة سوق (العرض والطلب).

وقد تنوعت فئات المثقفين في هذه المرحلة بين فئة التزمت بجميع ممارسات السلطة، فأسهمت في وضع خططها الثقافية، منفذة برامجها، مستميتةً بالدفاع عنها وساعيةً لتبرير ممارساتها وفئة تبحث عن حرية التعبير، التي اختارت الاغتراب أو الغربة داخل وطنها أو خارجه.

3.تعد مرحلة غزو الكويت والحرب على العراق عام 1991  من أقسى صور ممارسات السلطة الدكتاتورية في قرار فردي غير عقلاني لزج العراق في نفق مظلم والذي كان (الطعم) السهل بسبب غباء (السلطة الدكتاتورية) لتدمير الجيش العراقي والبُنى التحتية للعراق وبدأت مرحلة تدمير الفرد العراقي، فكان المجتمع العراقي هو الهدف من حرب خاسرة  عنيفة، وفرض الحصار عليه بموجب القرار الدولي (661) في 6/8/1990 وليشهد العراق ارتفاعا حادا في المستوى العام للأسعار بلغت ذروته في عام 1995، حيث ارتفعت الأسعار 700 مرة عما كانت عليه عام 1988 فهذه الحالة هي النتيجة الطبيعية لاستبعاد لغة الحوار والنقاش وقمع المعارضة التي هي السمة الرئيسية للأنظمة الدكتاتورية. أما المثقف فقد وقع تحت رحمة  (التجمع الثقافي) الذي مارس نشاطه في آذار /1993 حيث يترأس المكتب التنفيذي فيها (عدي صدام حسين) ويضُم  التجمع كلاً من (اتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين، ونقابة الفنانين)،ويتم تقسيم الأدباء والصحفيين والفنانين إلى ثلاث فئات (أ-ب-ج) وعلى أساس هذه التقسيمات يتم احتساب الرواتب والهبات و (الإكراميات) لكل فئة من هذه الفئات وعلى وفق التزامهم بتعزيز السلطة ولا سيما في مجالي (الشعر والأناشيد) ولتحفيز المثقفين والحصول على ولاء أكبر، مع الاهتمام المفاجىء (بمشـروع القصة والرواية) الذي رافق صدور روايات (صدام حسين) مثل (القلعة الحصينة)، و(زبيبة والملك) ظهر (مشروع القصة والرواية)، والذي يحظى بميزانية خاصة من ديوان رئاسة الجمهورية،وتشكل أجور التأليف في هذا المشروع ثروة للمثقفين مقارنة بما يحصلون عليه من أجور التأليف الأخرى. لم يشكل المثقف أية (خطر) للسلطة يمكن أن تهددها،ولاسيما بعد أكثر من خمسة وثلاثين عاما من الحكم الاستبدادي فقد (أكلت) أعداد كبيرة من المثقفين بين (النفي القسري) داخل وخارج العراق أو التصفية الفكرية للعديد من المثقفين لتكون ملائمة مع السلطة بأبعادها الشمولية، وهنا لابد من استحضار كلمات فوزي كريم التي ذكرها رداً على أن (الشاعر الحقيقي هو مناضل ثوري)، فهو يستبعد (النضال الثوري) عن أدوار المثقفين،فالسلطة تجد في الأدب والشعر بالنسبة لها (الملاهي) المنتظرة التي تصطفيها التي تنطوي على أعتراف إعلامي ضمناً  ولا تعين بشراً معيناً فلا تشكل تجريحاً لها، فهي متنفس لبؤساء كثيرين يأخذون صياغاتها مأخذاً جدياً. فقصائد (نزار قباني) السياسية ضد الحكام والسلاطين  حيث كانت أكثر القصائد رواجاً في أوساط الحكام والسلاطين.. أو هجائيات (مظفر النواب) فأصبحت مثار متعة لديهم يتلاقفونها كما يتلاقفها البؤساء الذين يقرؤونها بجدية المعذب وقل الشيء نفسه عن مسرحيات (محمد الماغوط) الساخرة وعن الأعمدة الشهيرة التي يكتبها كثير من الأدباء في الصحافة. السلطة تقف بحكم التجربة أن (النضال الثوري للشاعر) حفنة من الرمل أمام رصاصة (بفلسين)، أو أمام ثورة قادرة على خلق اعلام يسحق بعجلته الهائلة عجلة الشعر المسكينة.

4.لم يكن تغيير السلطة العنيف من خلال حرب مدمرة واحتلال العراق عام 2003 إلا جزءاً مكملاً لعملية التدمير الشامل للمجتمع العراقي الذي استمر منذ الحرب العراقية –الإيرانية (1980-1988) وغزو الكويت وحرب عام 1991 وفرض الحصار الذي عانى منه الشعب (اقتصاديا و اجتماعيا) وخلق مئات المشكلات التي حطمت الكثير من قيم المجتمع إلا نتيجة لسلطة دكتاتورية تفتقر إلى العقلانية في سياستها (الداخلية والخارجية). لقد كانت عملية (تحويل المجتمعات الشرق أوسطية) لـ (تفعيل الهيمنة الأمريكية عمليا) ضمن الرؤية الاستراتيجية الأمريكية ستؤدي إلى جعل (العراقيين) العارفين بالجميل الذين (تحرروا) من الحكم الدكتاتوري  والمتعطشين الى الحرية من خلال :

أ‌- تغيير الحكم بالقوة.

ب‌- بناء الدولة أو إعادة بنائها الجديد: 

لا بد من إثارة سؤال حول دور المثقف العراقي بعد جزمنا الأكيد ان لا دور لمثقف الداخل في أية محاولة لتغيير السلطة في العراق وعلى وفق المقدمات المذكورة، فهل لمثقف الخارج دور ابعد من التصريحات أو أعمدة المقالات الصحفية في الترويج لإسقاط السلطة الدكتاتورية، حتى وإن كان احتلالا أفضل من السلطة القائمة وأنه سيوفر الديمقراطية والرفاه للبلد؟ وهل وضعت تحت خدمته الأموال من أجل أستحصال الدعم للمشروع الأمريكي؟ بعيداً عن دور الأحزاب وتسمياتها والتي كانت جزءاً من مخطط  الاستراتيجية الأمريكية التي وفرت له الدعم أو المشروعية في شن تلك الحرب تحت (تسمية المعارضة العراقية). وهنا لا بد من استحضار الرؤية التنبؤية للمفكر هادي العلوي في قراءته للمشهد (الوطني –الثقافي) خارج العراق. حيث يحذر العلوي من مغبة وقوع المثقف في متاهات (العمالة) من خلال التميز بين (المثقف المعارض) و(المثقف المعادي) فالعلوي يرفض المثقف الذي يتعامل مع سلطة أجنبية تحت أية تسمية، لإسقاط السلطة السياسية، فإسقاط السلطة ليست عملية قيصرية تقتصر على إسقاطها فقط ، فالوطن يكون معرضا إلى انهيار (القانون العام) و (الأمن المجتمعي العام) و (انهيار الجيش). فالمعارضة ليست عملاً صحفياً أو إذاعياً فقط بل هي الفكر والأدب: الإنتاج الفكري الموجه لتعميق الوعي العام وطنياً واجتماعياً والنتاج الأدبي بتفرعاته (شعر وقصة ومسرح ورواية). كما أن المعارضة ليست (موضة) تدور في أطار (قل كلمتك وامشِ)، فهناك نوع من تبادل الإتهامات بين مثقفي الخارج ومنها ما هو متعلق بعدم توظيف الأموال من أجل خدمة (ثقافة المعارضة)

وكذلك الابتعاد عن مصدر هذه الأموال التي يحيط بها (الشك). ولكن أين المثقف بعد الاحتلال داخل العراق وهنا لا بد من طرح فئات المثقفين وهم:

أ‌- فئة المثقفين (المتعبين) الذين عاصروا جميع تخبطات السلطة من حروب وحصار قاسي جعلت من المثقف يبحث عن مصادر رزق متعددة بين(بسطية)  لبيع الكتب أو أعمال حرة بسيطة ولاسيما ممن لم يساير السلطة في سياساتها وان كتبوا قصيدة هنا أو مقالة هناك،فأجور النشر (لا تكفي) أجرة وسيلة نقل لأستلامها مع راتب وظيفي (لا يكفي) إلا  يوم أو يومين من الشهر، وبعد سقوط السلطة في وسط دوامة العنف و سيادة مظاهر (طائفية وقومية ودينية وعشائرية) أصاب بعضهم عنف هذه المظاهر، وبالعكس من ذلك فالذين سايروا السلطة فروا خارج العراق وأصبح الواحد منهم داعية وطنية يخاف على مصلحة الوطن والتي بعثرها هو مع سلطته الدكتاتورية، فكان محترفو الفضائيات يؤججون نيران المظاهر (الطائفية والقومية والدينية والعشائرية).

ب‌- فئة مثقفي الخارج من  أصحاب التصريحات أو أعمدة المقالات الصحفية في الترويج لإسقاط السلطة الدكتاتورية، واحتلال العراق  الذين حضروا إلى العراق وأخذوا يطوفون في المؤسسات الثقافية والإعلامية، لتثبيت حقوقهم بين (الفصل السياسي أو السجن السياسي) برواتب تقاعدية تفوق مع من أستمر في الخدمة الوظيفية فأنهم قد(ناضلوا) خارج العراق من أجل أسقاط الدكتاتورية! وبعد ازدياد دوامة العنف غادروا متمنيين للعراق أن يستعيد عافيته!.

ت‌-  فئة شابة عاصرت النظام الدكتاتوري في سنيه الأخيرة وكتبت قصائد مدح في (القائد التاريخي) ولكنها لم تسعفها ظروف الزمن لتكون في جوقة (المداحين)، فتسارعت الأحداث وسقط النظام، فسارعت هذه الفئة إلى فضائيات متعددة لتتبوأ المشهد الثقافي العراقي الراهن!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

  1. موريس دوفرجية : في الدكتاتورية،ترجمة :د.هشام متولي،مراجعة وتقديم: د. عبد الله عبد الديم،منشورات عويدات، بيروت،1965.2.
  2. سعد الدين ابراهيم،مصادر الشرعية في أنظمة الحكم العربية، من كتاب أزمة الديمقراطية في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 1984.
  3. سلام عبود: ثقافة العنف في العراق، منشورات الجمل، كولونيا-المانيا، 2002.
  4. ميشيل فوكو، نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، دار التنوير، 1982.
  5. فوزي كريم: ثياب الإمبراطور، دار المدى، دمشق، ط1، 2000.
  6. مايكل هدسون :سياسات السلام الأمريكي في العراق والشرق الأوسط، من كتاب أحتلال العراق وتدعياته عربيا واقليميا ودوليا، مركز الدراسات العربية، بيروت، 2004.
  7. هادي العلوي، المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة، دار المدى، دمشق، ط2، 2003.
عرض مقالات: