اخر الاخبار

شهدت بغداد يوم أمس تطورات خطرة واستنفارا للقوى المسلحة وانتشارا لها في مناطق عدة من بغداد وعلى نحو مركز في المنطقة الخضراء. 

إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى القوة والعنف لإملاء مواقف سياسية ومصادرة حق الدولة في فرض القانون والنظام، وفِي ملاحقة المتهمين وتفعيل سلطة القضاء واستعادة هيبتها.  

إن من شأن استمرار مثل هذه الممارسات الخارجة عن القانون، أن يقود إلى المزيد من بهدلة الدولة واضعاف مؤسساتها، وإلى حالة اللاستقرار والفوضى وعدم ثقة المواطن بالمؤسسات الحكومية، وخاصة العسكرية والأمنية، وفي قدرتها على توفير الحماية والأمن، كما إنها تشجع على المزيد من التقويض لمرتكزات دولة قانون ومواطنة. 

وهنا نؤكد أن لا أحد فوق القانون والمساءلة، وأن على القوى والكتل السياسية احترام ذلك والتقيد به وأن تقرن أقوالها بأفعالها، فكل حديث عن هيبة الدولة هو مجرد ادعاءات مع الانتهاك المستمر لدورها وقضم سلطتها وقدرتها على تحقيق قوة القانون. 

ومن جانب آخر فان مثل هذه الممارسات، تزيد من عزوف المواطنين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات، وهي بالنقيض عما هو مطلوب لتوفير متطلبات بيئة آمنة لإجراء انتخابات نزيهة وعاجلة وشفافة وذات صدقية وتعبر عن الإرادة الحرة للمواطنين. 

ومن جديد تتأكد الضرورة القصوى لخضوع جميع القطاعات والمؤسسات العسكرية والأمنية على اختلاف أنواعها إلى جهة مركزية واحدة، كما حددها الدستور والمتمثلة في القائد العام للقوات المسلحة، وهذا ما يجنب حالة الانفلات الأمني وعدم الانضباط والتنسيق. 

كما تتأكد أهمية اتخاذ إجراءات حازمة لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية المخولة بذلك، وعدم التراخي عن الملاحقة القانونية لمن لا يلتزم بذلك، وكذلك العمل الجاد والحازم على كشف قتلة المتظاهرين والناشطين ومن يقف وراءهم وملاحقة الفاسدين والمفسدين. 

إن صوتا عاليا لابد أن يرتفع في بلدنا رافضا لكل أنواع العنف والقهر ومصادرة حقوق الانسان وكرامته واختطاف الدولة والقانون، والعبث في الحياة السياسية السلمية والذي يتعارض على طول الخط مع الدستور. 

27 - 5 – 2021