اخر الاخبار

طاب يومكم ومرحبا بكم، وخالص الامتنان لكم على مشاركتنا الاحتفاء اليوم، برمز من رموز ثقافتنا العراقية المعاصرة، الناقد الاكاديمي البارز الاستاذ الدكتور شجاع العاني.

لقد درجنا نحن الشيوعيين على احتضان وتكريم المبدعين، ادباء وفنانين وعلماء ومفكرين، اعترافا بانجازهم الثقافي والمعرفي، وبما يعنيه عطاؤهم لمجتمعنا وبلدنا، وتعبيرا عما يستحقون من تقدير واحترام.

فالمثقفون – صناع الثقافة، والثقافةُ ذاتُها بمفهومها العام الواسع، يحْضَوْن عندنا باهتمام خاص. ونحن ننطلق في ذلك، قبل كل شيء، من حقيقة ان الفكر الاشتراكي العلمي، الذي نهتدي به ونعتمده في رؤيتنا الى العالم وفي نشاطنا الملموس، هو ذاته ثمرة من ثمار الثقافة والمعرفة الانسانيتين . وقد عبر كارل ماركس ورفيقه فريدريك أنجلز في مناسبات مختلفة، عن حقيقة انهما لم يستطيعا بلورة وصياغة نظريتهما العلمية، التي سميت من بعدهما "الماركسية"، الا لانهما أفادا في ذلك من منجزات وفتوحات من سبقوهما وعاصروهما، من عمالقة الفكر والمعرفة الفلسفية والعلمية الانسانية والطبيعية، والفن والادب. وتبعا لذلك فان فكرهما ظل يتطور ويغتني، من خلال تماسه المباشر الدائم، مع الثقافة والمعرفة الانسانيتين في تطورهما، ومع الممارسة المتجددة على ارض الواقع. 

 من جانب آخر، ومِثْل الفكر والمنهج العلميين، بيّنت الممارسة في التجارب الكثيرة على امتداد العالم، في العقود الاخيرة ودائما، ان ارتياد دروب التطور على الصعد المختلفة، واللحاق بالدول المتقدمة في العالم، لم يُكتبا لأي بلد، الا عندما كرس اهتماما كافيا للثقافة ولتنميتها، بدءا بتطوير التعليم والبحث العلمي، والا حين استعان في هذا التوجه، بشرائحه الاجتماعية من منتجي الثقافة ومبدعيها، ومن الباحثين العلميين والخبراء والعلماء والمفكرين.

وطبيعي اننا كحزب سياسي يضع مهمات التنمية والتطور والتقدم السياسي والاقتصادي – الاجتماعي، في صدارة اهتمامه، ويسعى اليها عبر إحداث تغيير شامل في الواقع القائم، لا يمكن الا ان نعيرعناية كبيرة للثقافة ولفئة منتجيها المثقفين، ولدورهما الضروري جدا في عمليات التغيير والتنمية والتطوير. وهو دور يلعبانه دائما في المجتمع في ظل ظروف متباينة، وبدرجات متفاوتة، جزئيا او كليا، عن وعي او من دونه، بتفاهم مع الدولة (او السلطة) او بعيدا عنها. فهما فاعلان في اطار المجتمع ، وفي ادامة حياته وحركته. لذا فان المجتمع ومنظماته وكياناته المتنوعة، وليس الدولة ومؤسساتها، هو المعني بهما اساساً.

ونحن باعتبارنا جزءاً من هذا المجتمع، مدركاً لأهمية الثقافة ومنتجيها في حياته ووجوده، واستثنائية دورهما في حركته وتقدمه، نجد واجبا علينا ان نذكّر بهذه الحقائق، وان نحضّ على الاهتمام والرعاية الدائمين للثقافة والمثقفين، وان ننهض من جانبنا بما نستطيع دعما لهما وتحفيزا، وتقديرا لمنجزاتهما وتثميرا.

في هذا السياق يأتي اهتمام حزبنا الدائم بالثقافة وبمبدعيها، وبضمنه الاحتفاءُ بهم وتكريمُهم. وهو ما غدا تقليدا نحرص على ادامته، ونكرس له موقعا خاصا في نشاطاتنا الدورية، الحزبية والجماهيرية، واولها فعاليات الذكرى السنوية لتأسيس الحزب في 31 آذار.

واليوم، ونحن نحتفل في عشية الذكرى الحادية والتسعين للتأسيس، بقامة عالية اخرى في ثقافتنا العراقية المعاصرة، يحق لنا ان نعبرعن اعتزازنا وافتخارنا، بالصف الطويل من مبدعينا الكبار، في الفن والادب والفكر والبحث، بالعشرات منهم الذين سُعدنا خلال العقدين الماضيين، باحتضانهم والاشادة بفضلهم وعطائهم لأهلهم ووطنهم، وإحاطتهم بالتبجيل والتكريم الذي يستأهلون.  

اليوم، في جلستنا الاحتفالية هذه، يسرنا ان نرحب بالشخصية الاكاديمية المرموقة، الاستاذ الدكتور شجاع العاني، وان نحييه ونشكره على عطائه الثرّ لأدبنا وثقافتنا العراقيين، متمنين له العافية الدائمة وطول العمر.