وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تحية الى المؤتمر الـ 24 للحزب الشيوعي الهندي الذي عقد في الفترة 14 الى 18 تشرين الأول الجاري.

ونقلت الرسالة أحر تحيات الشيوعيين العراقيين إلى مؤتمر الحزب الشقيق ومندوبيه. وجاء فيها ان “هذا المؤتمر يُعد حدثًا مهمًا لحزبكم الشقيق، سيعزز تنظيمه ودوره في المجتمع في وقت تواجه فيه الهند أزمة سياسية واقتصادية خطيرة. وسوف يساهم في بناء جبهة واسعة للقوى العلمانية الديمقراطية اليسارية. هذه الجبهة ضرورية لتعبئة الحركات الجماهيرية ضد السياسات النيوليبرالية التي تنتهجها حكومة حزب باراتيا جاناتا اليمينية، ولإحباط هجومها على النسيج العلماني للمجتمع ومحاولات تعميق الانقسامات في صفوف الشعب الهندي على أسس دينية. كما ان وحدة القوى اليسارية لا غنى عنها أيضًا للدفاع عن الحقوق الأساسية للطبقة العاملة الهندية والشعب الهندي.”

واشارت رسالة اللجنة المركزية للشيوعي العراقي الى الأهمية الخاصة لانعقاد هذا المؤتمر “في المناخ السياسي الحالي في الهند، مع تزايد مخاطر العسكرة والحرب في العالم”، والى الدور الذي يلعبه الحزب الشيوعي الهندي “جنبًا إلى جنب مع الأحزاب الشيوعية والعمالية في جميع أنحاء العالم في الدفاع عن قضية السلام العالمي، في الوقت الذي يقوم فيه دعاة الحرب الإمبرياليون والقوى الرجعية بتأجيج هستيريا الحرب الباردة.”

وتناولت الرسالة ايضا موقف الحزب الشيوعي العراقي من الحرب المستمرة بين روسيا واوكرانيا وشجبه ورفضه اللجوء إلى خيار الحرب، وفي الوقت نفسه شجب أعمال الاستفزاز والتصعيد من حلف شمال الأطلسي. واشارت الى ان “خطط الولايات المتحدة والناتو تهدف إلى فرض الهيمنة والسيطرة على العالم ودوله وشعوبه وموارده، وإعادته إلى مناخ الحرب الباردة وسباق التسلح”. واكدت على إدانة هذه الحرب والمطالبة بوقفها فورًا واللجوء الى التفاوض برعاية الأمم المتحدة للتوصل الى تسوية سلمية تضمن للشعوب العيش بأمان وسلام بعيدًا عن ويلات وشرور الحروب.

وتضمنت رسالة التحية عرضًا لأبرز معالم الوضع السياسي في العراق، ومن ضمنها “تعمق الأزمة البنيوية الشاملة والمتأصلة في نظام المحاصصة الاثنية والطائفية” والى “الاستعصاء السياسي الذي استمر بعد انقضاء عام على الانتخابات المبكرة في تشرين الأول 2021  واشتداد الصراع بين القوى الحاكمة ... مع تفشي الفساد واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وغياب العدالة الاجتماعية”.

كما اشارت الى “تصاعد الحركة الاحتجاجية وخروج عشرات آلاف المتظاهرين في بغداد ومحافظات أخرى في الأول من الشهر الجاري لإحياء الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين الشعبية، منددين بالفساد المستشري والطائفية السياسية والإجراءات القمعية للحكومة. وطالبوا بالتغيير، وإنهاء نظام المحاصصة وبناء دولة مدنية ديمقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.”

وفي ختام رسالة التحية عبّرت اللجنة المركزية عن التقدير لتضامن الحزب الشيوعي الهندي مع الشعب العراقي والشيوعيين والديمقراطيين العراقيين، و”التطلع الى تعزيز وتطوير الصلات والتعاون الرفاقي بين حزبينا في النضال المشترك من اجل الحرية والسلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية”.