الرفاق الأعزاء اعضاء المؤتمر الثالث للحركة التقدمية الكويتية 

نبعث اليكم بأحر تحيات اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي وتمنياتها لأعمال مؤتمركم الثالث بالنجاح في إنجاز مهماته، ليكون نقطة انطلاق جديدة تسهم في تعزيز مكانة الحركة التقدمية في الحياة السياسية والمجتمع ومواصلة مسيرتها المعطاء لتطوير ما حققته من انجازات خلال الفترة المنصرمة، والارتقاء بدورها في النضال الوطني والديمقراطي دفاعا عن مصالح الشغيلة والفئات الشعبية في بلادكم. 

ونحن على ثقة بأن المؤتمر الثالث، الذي يتوج الجهد الحثيث لقيادة الحركة في التهيئة والإعداد له بإقرار وثيقتها البرنامجية والتعديلات على نظامها الأساسي، سيسهم ايضا في تمتين تنظيمها وتوسيع قاعدتها الجماهيرية لتضم في صفوفها خيرة المناضلين من اجل انجاز مهمات التغيير الوطني والديمقراطي. ومن شأن ذلك ان يعزز دورها المتميز في تنسيق وتوحيد الجهود الشعبية للقوى السياسية الوطنية والديمقراطية والتقدمية الكويتية. وكما تؤكد تجربتكم الغنية في السنوات الأخيرة فإن تعزيز القدرات التنظيمية للحركة التقدمية ومبادراتها السياسية شرط أساسي لتحقيق تعاون فاعل بين هذه القوى في التصدي بثبات لنفوذ قوى الاستبداد والفساد الطفيلية، ولتوجهاتها الرأسمالية النيوليبرالية والخصخصة، وفي خوض معركة الدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية بوجه محاولات التضييق عليها، وانهاء التمييز ضد المرأة، والعمل معا من اجل تحقيق المطالب الشعبية، وتأمين حياة حزبية سليمة ومنظومة انتخابية ديمقراطية تمكّن الناخبين من التعبير عن ارادتهم الحرة في الاصلاح والتغيير.

إن مؤتمركم ينعقد في ظل وضع عالمي مضطرب وتصاعد التوترات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنزاعات المسلحة والحروب. ويواجه السلام العالمي والبشرية مخاطر وتحديات جسيمة، تشكل أكبر تهديدات منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة، وبلغت حد التلويح باستخدام الأسلحة النووية. وساهمت الحرب بين روسيا واوكرانيا بتأجيج هستيريا الحرب ودعم الحركات اليمينية المتطرفة والشعبوية والنزعات العنصرية والفاشية.

ويضم حزبنا صوته إلى أصوات القوى المحبة للسلام التي ارتفعت في ارجاء العالم، في شجب هذه الحرب والدعوة إلى وقفها فورًا، واللجوء إلى المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، واعتماد الحوار الجاد للوصول إلى تفاهمات تضمن مصالح الطرفين، وصون حق جميع الشعوب في العيش بأمان وسلام، بعيدًا عن ويلات الحروب وشرورها.

وتشهد المنطقة العربية استمرار التدخلات الخارجية في شؤون العديد من بلدانها بالضد من مصالح شعوبها، وتزايد الحروب العدوانية والنزاعات المسلحة ونشاط التنظيمات الإرهابية. ويرتبط ذلك على نحو وثيق بسياسة الامبريالية الامريكية وتنفيذ مخططاتها بالتنسيق مع حلفائها وفي مقدمتهم اسرائيل والرجعيات المحلية. وفي هذا السياق، تبرز ضرورة تصعيد التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجمة الفاشية التي تشنها القوات الاسرائيلية وعصابات المستوطنين الصهاينة، وتهدف الى قمع المقاومة الشعبية المتسعة ضد الاحتلال، في ظل تواطؤ مفضوح من الدول العربية التي انخرطت في التطبيع المشين والمذل مع اسرائيل.

الرفاق الاعزاء

لا يزال العراق يعاني من تداعيات الأزمة البنيوية الشاملة، التي ترجع جذورها الى نظام المحاصصة الطائفية والإثنية الذي تم فرضه غداة الحرب الأمريكية والغزو والاحتلال ونهاية ديكتاتورية صدام قبل عشرين عاما، في 2003.

ويخوض حزبنا الشيوعي العراقي نضالا مثابرا من اجل تحقيق التغيير الشامل من خلال تغيير موازين القوى عبر تشديد الضغط الشعبي وتوحيد القوى المدنية الديمقراطية. وفي هذا السياق جرى الاعلان في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي عن تشكيل مظلة جديدة تحت اسم “قوى التغيير الديمقراطية” تشمل رؤية اطرافها للتغيير وضع حد لمنظومة الحكم الفاسدة، وبناء عراق ديمقراطي مدني مزدهر، يقوم على مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

الرفاق الاعزاء

نجدد تحياتنا الحارة الى مؤتمركم الثالث، متمنين له كل النجاح. ونتطلع الى توثيق العلاقات الثنائية مع الحركة التقدمية الكويتية وتطويرها في الفترة المقبلة بما يعزز أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين والنضال المشترك من اجل السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي. 

وتقبلوا خالص التمنيات والود الرفاقي

المكتب السياسي

الحزب الشيوعي العراقي

10 آذار 2023