اخر الاخبار

وقفت امام زوج أمها بعد طلبه منها ان تجلب له (الصوندة) المطاطية، وكانت نبرة صوته شرسة بوضوح. فاقتربت منه وهي تقول: (هاك بابا). وما أن أخذ (الصوندة) حتى بدأ يضربها بوحشية. أخذت تتلوى على الارض ألماً من شدة الضرب، وهي شبه عارية (طفلة صغيرة لم تتجاوز السنوات الست) مرددة ( بابا لا تضربني)! قصة مؤلمة تصدرت أخبار وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، واستنكرها الرأي العام، فيما سارعت الاجهزة المعنية الى التدخل لأنقاذ الطفلة. وخلال ذلك ولّى الوحش هارباً، وهو يواصل تهديداته بكل وقاحة.

لعل العنف الجسدي من اكثر ما يخلف إصابات نفسية طويلة الأمد، والتعرض له في الصغر واحد من أسباب الإعاقات النفسية المعرقلة لتطور ونمو شخصية الطفل، والمسؤول الأول عن ارتفاع المعدلات الأولية للإصابة بالاكتئاب. حيث الإحساس المتزايد بفقدان القيمة والامل، والشعور بالدونية والانفصال التام عن الآخرين وتفضيل العزلة والوحدة على الوجود حتى مع الأشخاص الذين يحبونهم. ويؤدي التعرض المستمر للعنف في الصغر الى اضطرابات حادة في الشخصية، وغالبا ما يتكرر ذلك في العائلة الواحدة بمعنى أن الأم أو الأب اللذين تعرضا للعنف صغارا قلما يستطيعان ضبط أعصابهما، بل وقد يتعمدان تعريض أطفالهما للعنف البدني أو النفسي، ويستمر مسلسل العنف الأسري جيلا بعد جيل،  مما يفقد تلك الأسرة السعادة والاستقرار وحتى الأمل بحياة مستقبلية·

مع استمرار ظاهرة تعذيب الأبناء نتيجة الفراغ التشريعي، وضعف تطبيق القانون الذي يعتبر قضايا التعذيب جنحة يعاقب عليها باحكام مخففة، مثل بعض مواد قانون العقوبات العراقي - المادة ٤١٣ التي تعاقب بالحبس لمدة سنة والغرامة أو بإحدى العقوبتين لمرتكبي الإيذاء أو أحداث المرض، وتُشدد هذه العقوبة اذا كان الجاني من أصول المجني عليه لتصل إلى الحبس ٣ سنوات اذا استخدمت أدوات أو مواد ضارة لغرض لايذاء. أما إذا نشأت عن الفعل عاهة مستديمة أو جنون أو قطع أحد الحواس، فتصل العقوبة إلى السجن ١٥ سنة وفق المادة ٤١٢ من قانون العقوبات العراقي.

يبقى ضروريا حماية حق الطفل فى الحياة والنمو فى كنف أسرة متماسكة ومتضامنة، والتمتع بمختلف التدابير الوقائية، والحماية من كافة أشكال العنف أو الإساءة البدنية والمعنوية والجنسية والإهمال والتقصير أو غير ذلك من أشكال إساءة المعاملة والاستغلال، مع تأمين المساواة الفعلية للتمتع بكافة الحقوق التي تجعل الطفل يتمتع بحياة آمنة وكريمة.

عرض مقالات: