اخر الاخبار

لطالما ذكَّرتنا وسائل الإعلام الأمريكية والغربية على نحو خاص ، وبإلحاح، ببشاعة جرائم الهولكوست وما حدث لليهود من إبادة جماعية أيام الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها ملايين من اليهود وملايين آخرون من السود والغجر الروم والمعاقين والمعارضين السياسيين لنظام هتلر النازي وقتذاك ولفترة 1941- 1945 على يد ألمانيا وحلفائها. لم ولن تنتهي الأفلام والأعمال الأدبية التي تتناول الموضوع ، مثيرة شفقة الناس ومحذرة إياهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة وبإلحاح أيضا من المساس باليهود ، على الرغم مما أثير من قبل كتاب ومؤرخين عديدين في أنحاء العالم بشأن إعادة النظر في الرواية الصهيونية للهولوكست وتحويله إلى أسطورة غرضها أولا وأخيرا دعم المشروع الصهيوني لإنشاء دولة إسرائيل . إلا أن أغلب من كتب بهذا الموضوع في أوروبا وأمريكا لوحق وسُجن وطُرد من عمله ووضع ضمن اللائحة السوداء.

غريب والادانة هنا ليست لليهود كونهم ينتمون لدين سماوي له كل التقدير والاحترام ، إنما إدانة وتعرية للحركة الصهيونية التي أجرمت وأوغلت بالعدوان على سكان غزة والضفة وكافة المناطق الفلسطينية المحتلة. وادانة للهولكوست الحديث بمعناه الحقيقي المعرَّف ب” النكبة الجديدة” التي حلت بالشعب الفلسطيني. إذ ارتكبت حتى إعداد هذا المقال وبحسب وكالات الأنباء المختلفة ، مجازر تسببت في استشهاد واصابة ما يزيد على 79 ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال . وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فأن إسرائيل تقتل طفلين وتصيب 10 أطفال في كل 10 دقائق. ويُعتقد أن أكثر من 7 آلاف شخص لايزالون تحت الأنقاض، وأن 800 ألف مواطن في مدينة غزة وشمال القطاع لايستطيع الوصول إلى المستشفيات. وبحسب صحيفة “ وول ستريت جورنال” الأمريكية فأن الحرب خلفَّت دمارا يماثل أكثر الحملات تدميرا في التاريخ الحديث ، إذ أسقطت إسرائيل 29 ألف قنبلة ، دمرت بها قرابة 70 بالمائة من المنازل في القطاع، كما ألحق القصف أضرارا بكنائس بيزنطية ومساجد تاريخية ومصانع ومراكز تجارية وفنادق ومسارح ومدارس. وأن معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفى مغلقة ولا يقدم العلاج إلا في 8 مستشفيات منها.

وبهذا فأن جزءا كبيرا من سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني مواطن يتعرضون للإبادة الجماعية حيث لا تزال المدن المحاصرة والقطاع كله تواجه ضربات وقصفا إسرائيليا مكثفا.

من جانب آخر، تسعى وسائل الإعلام الأمريكية والغربية للتغطية على تلك المجازر بشتى الادعاءات الكاذبة ، على الرغم من حملات التضامن والمسيرات الضخمة لشعوبها الرافضة للحرب وللإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، إلا أن وسائل التواصل الحديثة وقفت لها بالمرصاد ، إذ كشفت المستور وعرَّت إجرام وشراسة الصهاينة وعدم ترددهم في إبادة شعب كامل ، ولم تقتصر حجتهم على معاداة والقضاء على حماس حسب بل تدمير شعب كامل تقاسم معه الأرض والعيش والدين السماوي .

اننا ونحن نُدَشن العام الجديد ، نتساءل عما اذا سنشهد سلاما حقيقيا لأرض السلام ؟ وهل ستتم لملمة جراح إخوتنا الفلسطينيين والمباشرة  بتعمير بيوتهم كي يعودوا اليها؟

أمنيات نحلم أن تتحقق.

عرض مقالات: