اخر الاخبار

في مثل هذه الأيام وقبل قرن وثلاث سنواتٍ من الزمان، تم تأسيس أول فوج عسكري عراقي، والذي يعتبر النواة الأولى للجيش، سمّي بفوج موسى الكاظم، وتوالت بعده العجلة بالدوران، توسّع شيئا فشيئا، ليصبح القوّة الضاربة التي يُشار لها بالبنان في مسيرة الحكومات العراقية منذ ذلك الوقت عبر تحرّك بعض القادة العسكريين لتغييرها بالانقلابات والثورات ، وآخرها ثورة 14 تموز التي أطاحت بالحكم الملكي، ولا يمكن نسيان ما فعله ضباط الجيش عام 1941 حين أعلنوا الثورة ضد الوجود البريطاني في العراق، ومشاركة الجيش العراقي في جميع الحروب  ضد إسرائيل  في 1948، 1967، 1973، ودوره البطولي فيها ولكن خيانات ومساومات وتواطؤ بعض الحكّام العرب والتي ما تزال تتوالى ، حالت دون تحقيق الانتصار!

اجترح الجيش منذ تأسيسه ولغاية عام 1991 بطولات ومأثر لا مثيل لها في الدفاع عن الأرض والشعب وحماية الوطن، لكن ما حصل عام 1991 من هزيمة مُرّة له تأثيره اللاحق.

فكما هو معروف فقد  أجبر الأحمق المقبور صدام الجيش على غزو الكويت والوقوف بوجه تحالف دولي لجيوش تمتلك من الخبرة التكنولوجية والتسليح الحديث الشيء الكثير.  وبعد انسحاب القوات العراقية من الكويت وما حصل لها من احراق ودمار بفعل قصف الطائرات الامريكية  والبريطانية وغيرها، تعرض الحيش الى مواقف محزنة ، فقد  أبكتنا هذه المواقف المؤلمة  جداً.

ونشير لها بالاتي:ــ حين دخل الجنود العراقيون المنسحبون البصرة وعلى جسر الزبير قصفتهم الطائرات الأمريكية فتناثرت الجثث الممزقة على الجسر وفي شط البصرة واصطبغ الشارع العام بالدم، يا له من منظر رهيب تقشعرّ له الأبدان حزناً وألماً على جيش قدّم الانتصارات تلو الانتصارات.  لكنه يُهان بهذا الشكل وبحال يرثى لها بسبب رعونة وحماقة حاكم مستبد طاغٍ، جنود يبكون وضبّاط يرمون رتبهم على الأرض والدموع تملأ مآقيهم، عجلات ودبابات ومدرعات محترقة تفوح منها رائحة اللحم البشري لتشتعل شرارة الانتفاضة الباسلة في حينها. فهل ابتطأ العدّ التنازلي لهيبة وسطوة الجيش العراقي منذ تلك اللحظة، واكتملت بهروبه للأسف أمام  شرذمة الأوباش الدواعش لتصبح ثلث مساحة العراق نهباً لأعتى شرذمة مرّت على وجه الأرض لتستبيح الأرض والعرض والتاريخ ذبحا وسبيا وتخريبا ؟ ومع الأسف ملف ما حصل ما يزال محفوظا في مكان ما !!

نحن اليوم وعندما نحتفل في ذكرى تأسيس الحيش الثالثة بعد المائة علينا أن نقف ونتأمل تأريخه المشرّف، ثم  يتوجب الاقدام على عمل  يليق بهذا التاريخ من خلال تسليحه بالشكل الذي لا يقل عن الجيوش الحديثة ، وإعطائه المكانة التي يستحقّها قولاً وفعلاً، لأنه السور الحقيقي للوطن والحامي لكل شبرٍ فيه والمدافع عن الوطن والمواطن  ، أمس واليوم وغداً، انه الجيش العراقي وكفى، وكل كانون وبساتين ورد في ذكرى تأسيسه !!

عرض مقالات: