اخر الاخبار

في السنة الكبيسة هذه التي يصبح عدد أيامها 366 بدلا من 365، زاد فيها عدد أيام شهر شباط- فبراير الماضي يوما واحدا فقط لتصبح 29 بدلا من 28 يوما. وطبعا يحدث هذا الأمر كل أربع سنوات لأسباب فلكية يطول شرحها، لكن الطريف في الأمر ما يحمله ذلك اليوم الزائد من حكايا وأساطير تفننت  مخيلة الشعوب بتسطيرها بأشكال مختلفة مسّت المرأة على نحو خاص دون سبب مباشر، منها مثلا عكس تقليد طلب الزواج، إذ يسمح للمرأة طلب الزواج من الرجل الذي تختاره، فإن وافق يتم الزواج على الخير والبركة، وإذا رفض عليه تعويض خيبتها بهدايا عديدة منها مثلا إهدائها 12 زوجا من القفازات لتغطي يدها التي لم تحمل خاتم الزواج! وتحتفل فنلندا بهذا اليوم وتسميه “يوم المرأة” لتشجيع النساء على خطبة الرجال وطلب الزواج منهم، وإن حدث الزواج ثم فشل لا يشهد الزوجان المنفصلان، بحسب معتقداتهم، راحة وسعادة طوال عمريهما.

في مجتمعنا يبدو الأمر ملتبسا  شديد التعقيد إذ تستبعد العادات والتقاليد الفكرة تماما وتجعلها بمصاف العيب والنيل من كرامة المرأة معولة في الوقت نفسه على دور الرجل وثقل مهامه في طلب الزواج وتوفير معظم مستلزماته، مع ذلك وبسبب مجريات حياتنا المعاصرة وصعوبة توفير تلك المستلزمات من قبل الزوج حصرا تغير الوضع كثيرا وأصبحت الفتيات وأهاليهن يساعدن بتوفير ما أمكن لتجهيز عش زوجية مناسب قدر الإمكان. لكن بقيت مسألة طلب يد الرجل من قبل المرأة صعبة وغير واردة تماما إلا ما ندر، رغم شيوع هذه الظاهرة في تاريخنا العربي الإسلامي .

من جانب آخر تشيع حاليا ظاهرة اعتماد الزوج على موارد زوجته حصرا دون أن يكلف نفسه المساهمة في متطلبات البيت مفضلا الكسل وعدم الالتزام بكل ما يتعلق بواجباته، متعللا بعدم توفر فرص العمل وبشيوع البطالة ، وأحيانا يتمادى في استرخائه حتى ينفد صبر الزوجة وتستدعيه للمحاكم طلبا للتفريق. وفعليا تزداد أعداد نسب الطلاق بين الأزواج الشباب حاليا بسبب اقتصادي بالدرجة الأولى إلى جانب أسباب عديدة أخرى لعل أبرزها المشاكل المتعلقة بسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وما يترتب عليها من آثار وخيمة تتعلق بالخيانة الزوجية والابتزاز وغيرها.

نعود لسنتنا الكبيسة هذه وفي شهر عيد المرأة ترى هل ستتجرأ فتياتنا على طلب أيادي من تختارهن من الرجال؟! قد يبدو الأمر فنطازيا بعض الشيء لكني شخصيا اعرف الكثير من الفتيات أعربن عن حبهن لفتيان أحلامهن بجرأة وشجاعة افتقر لها الشباب أنفسهم، لكن وللأسف لم تتوج غالبية تلك المصارحات المدهشة بالزواج ربما لأنها كانت نتيجة فورة عاطفية ولا غير.

عرض مقالات: