اخر الاخبار

نستلم يوميا ، بل كل لحظة، ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من غث وسمين لموضوعات وأخبار مختلفة ، وقد يتمادى البعض بنشر أخبار لا تُصدق في هذا الشهر على نحو خاص .. حيث ينتشر حاليا فيديو على الأنستغرام يحمل عنوان “ لا تجده إلا بأم الدنيا .. عروض شهر رمضان 1445 “ يتضمن شرحا لما يقدمه أشخاص يتكفلون “بعملية استجداء غريبة” بأداء فرائض الصوم والصلاة بدلا عن طالبيها مقابل أجر899 جنيه مصري، مع عرض للخشوع والبكاء أثناء الصلاة مقابل 950 جنيه. ويرتفع مقابل الخشوع والبكاء وقيام الليل والدعاء ليصل إلى 1200 جنيه، بالإضافة إلى سلسلة من “الحسنات” بمبالغ أخرى مختلفة!

من جانب آخر تزجنا عروض القنوات التلفزيونية الرمضانية بقضايا تجارية بحتة، عبر إعلانات لشتى البضائع قبل عروض المسلسلات وفي أثنائها وبعدها.

و تركزت هذه المسلسلات في الغالب على قضايا جرائم القتل والمخدرات، بحوارات سمجة وبإخراج سقيم، وكأن مجتمعنا خلا تماما من قيم الخلق السوي الذي يمكن تقديمه بإطار فني راق، يرفع من ذائقة المشاهد جماليا وينمي أفكاره ومعلوماته.

وفي رمضان تفتحت أيضا شهية القنوات على تقديم عروض مختلفة عن الطبخ والوجبات الباذخة المنافية أصلا لمبدأ الصوم، بالإضافة إلى عروض أزياء المقدمات المبالغ بها، منها ما شاهدته أخيرا في برنامج قُدم من قبل ثلاث مذيعات بالغن في لبسهن الفاخر وبنفخ شفاههن وبعمليات تجميل وجوههن. وقد ظهرن يناقشن موضوع “ الدليفري لوجبات رمضان” أي إيصال وجبات الإفطار الجاهزة للبيوت، وتحدثن عن أن لا بأس في شراء وجبات الإفطار هذه، خصوصا في منتصف رمضان وفي آخر أيامه، بعد أن قدمت سيدات المنازل أفضل ما عندهن من وجبات الطعام في أيام الشهر الأولى، ويحق لهن أن يأخذن قسطا من الراحة مع مصاعب الصيام..

ومع احترامنا لوجهة النظر هذه، إضافة الى تأكيد أحداهن على أن الأزواج عادة لا يفضلون طعام المطاعم في هذا الشهر، يبدو غريبا ما طرحته مقدمة أخرى منهن حين أفصحت عن أنها تطلب الطعام بواسطة “الدليفري” من المطاعم، لكنها تقدمه بصحون المنزل لتوهم زوجها بأنه من طبخ يدها.. والأغرب هو تجاهل المقدمتين الأخريين لهذا “ الغش” واستغفال الزوج والكذب عليه!

من جانب آخر عجَّت خلال الشهر تعليقات متابعي وسائل التواصل الاجتماعي بموضوع إيقاف مسلسل “عالم الست وهيبة” بين مؤيد ومعارض، إلى جانب براءة مؤلفه “صباح عطوان” منه وكتابته موضوعا طويلا ضد إنتاجه وتنفيذه، وكأن عالمنا خلا من الموضوعات الخطيرة التي تمس أمننا الاجتماعي في هذا الشهر. ولم تهدأ تلك التعليقات حتى أعيد عرض المسلسل ثانية، بعيدا عن مسلسل فضائح بعض المسؤولين المخجلة التي أصبحت تصدمنا كل يوم.

عرض مقالات: