اخر الاخبار

في الوقت الذي يسعى بعضهم للتقليل من شأن المرأة عبر المطالبة بدرج قرار تعديل أو الغاء القرار 188 الصادر في عام 1959 والتصويت على هذا التعديل الذي يحرم المرأة من حقوقها التي جُبِلَت عليها وهي الأمومة !!

أتساءلُ :ــ  كيف سيكون شكل الحياة في العالم اذا خلا من لمسة الجمال ( المرأة ) ؟!

كيف سيحيا المرء بلا أمٍ ، أو بلا حضنٍ يأوي إليه كلمّا داهمته الخطوب، وضاقت به المسافات؟!

كيف ستكون الحياة بلا حبيبةٍ؟! بالتأكيد ستغدو داكنة الظلمة، تخيّم على فضائها الوحدة والهموم والبؤس!

إنها الجدّة التي نغفو على حكاياتها عند الموقد في ليالي الشتاء، والأم التي ترضعنا الحنان والوفاء والطيبة والمحبّة، والزوجة التي تشاركنا الحياة بحلوها ومرّها، وتهدينا فلذّات أكبادنا، والحبيبة التي تلهمنا القصائد والخواطر والقصص، والبنت التي تحيل حياتنا سعادة وفرحا، والأخت التي تحنو علينا، والخالة التي تواسينا كأم، والعمّة، والصديقة، والزميلة، و..و..و...!!

إنها كل شيء جميل في الحياة !!

يقول الروائي كاميليو خوزيه ثيلا :ــ النساء أرسخ قدماً في الأرض من الرجال، وحسهنّ العام أقوى!

وبمقولته هذه يؤكد وجودها الحتمي في كل محفلٍ ومشغلٍ ومكان!

إنها الأرض الخصبة، والعنفوان الذي امتزج مع شموخ الرجل وكبريائه لينبت زرعاً وثمراً ويملأ الدنيا حكايات وقصص!

إنها المرأة وكفى!

المرأة التي وقفت إلى جانب الرجل منذ فجر التاريخ، كونها نصفه الحلو الناعم الحنون، لترسم معه طريقاً من نور وعالماً من جمال!

المرأة التي ناضلت، وكافحت، وصمدت أمام أعتى الأعاصير والأنظمة الفاشية الاستبدادية، لتحطّم قضبان السجون، وتهزّ عروش الطغاة، وتمرّغ أنوف الجلادين في وحل العار والهزيمة!

منذ فجر السلالات، وهي ترفع راية النضال من أجل الحرية وكرامة الإنسان وبناء الأوطان في عالمٍ ذكوري التفكير والمنطق والعمل، وبنضالها هذا أكّدت شراكتها الحقيقية في صنع التاريخ وبناء المجتمعات والشعوب!

المرأة اليوم أثبتت للعالم أجمع أنها القرين الأمثل لأخيها ورفيقها وزوجها وابنها وأبيها وقريبها الرجل في الفكر والعمل والاندفاع من اجل الوطن!

لهذا علينا أن نحترمها ونؤكد احترامنا لها بإعطائها حقوقها كاملة ، لا أن نسعى الى اهانتها والحطِّ من كرامتها بإصدار قرارات مجحفة تؤكد على عدم احترامنا لها أولاً، وبث التفرقة الطائفية والعنصرية ثانياً، اضافة الى تفاقم المشاكل الاجتماعية ثالثاً!

القرار 188 اعطى للفرد العراقي بكل اطيافه سواء كان رجلاً أو امرأة حقوقه بشكل عادل ومنصف جداً. كما أكّد على وحدة الوطن، فالعراق وطن متعدد الطوائف والديانات لكنّها تصبّ كلها في بوتقة واحدة اسمها العراق، لن تحيد عنه ابداً، وأي تغيير في هذا القانون سيفتح أبواب الفتنة والخلافات والمشاكل وتزايد الازمات  وأولها ظلم المرأة تلك القارورة التي أوجبت كل الشرائح والسنن على احترامها والوقوف الى جانبها في كل شيء!

أتساءل مرّة أخرى :ــ لو صوّتّم على هذا التعديل كما تقولون، ماذا ستقولون لكلّ امرأة وُجِدَت في حياتكم ساعتها، وهل تحترمونهنّ حقاً؟!

عرض مقالات: