تهافت المسؤولون والمؤسسات الرسمية والخاصة في اليومين الماضيين على البطلة البارالمبية نجلة عماد، متسابقين على الإشادة بها وبمنجزها وعلى تكريمها. وبادرت وزارة التربية إلى إدراج قصة نجاح البطلة الذهبية في المناهج الدراسية، فيما قررت وزارة التعليم قبولها في كلية التربية البدنية.
لا شك أن نجلة ورفاقها الأبطال قد رفعوا اسم العراق عاليًا خلال مشاركتهم في بارالمبياد باريس، وهم يستحقون كل الدعم والتكريم، خصوصا وان النجاح الذي احرزوه هو ثمرة لتعبهم وكدّهم هم، وسط اهمال وتجاهل تامين من الوزارات والجهات الرسمية والمسؤولين "الاشاوس" المذكورين.
لكم يثير الاستهجان هذا التكالب من جانب المسؤولين على كل إنجاز يحققه عراقي بجهده الشخصي المجرد، متطفلين وجاهدين للاستحواذ عليه. فهم بفشلهم التام في كل ما يفعلون، وعجزهم عن تحقيق أي منجز حقيقي يخدم البلد والمجتمع، يلجأون الى الركض وراء كل من يحرز نجاحا، مصفقين له ومهللين كذبا، وبأمل اقتطاع شيء من كعكة نجاحه لا غير!
وهم أيضا لا يبتعدون بذلك كثيرا عن موروث "القائد الضرورة" و"مكرماته"، رغم كل ادعاءاتهم العمل على بناء دولة مؤسسات تحترم الانسان وحقوقه.