اخر الاخبار

تعجُّ مواقع التواصل الاجتماعي بفضائح وأخبار مريعة تؤرق الناس بكوابيس تنغص حياتهم بل وتقلبها رأسا على عقب..

و الأسوأ ان هذا الأمر لا يخص الكبار حسب، بل كذلك الأطفال ممن باتوا لا يفارقون أجهزة النقال حتى في أوقات النوم ، وكأن الحياة أصبحت كلها تُشاهَد عبر هذا المنظار الضيق .

مناسبة الحديث هو ما يُنشر هنا وهناك ،على قلّته، من أخبار مضيئة تجعلنا نتقبل ظروفنا على علاتها .. ففعل الخير هو الدافع الأسمى للبشر ممن يمدون يد العون للآخرين دونما تحسّب لمصلحة ما .. فتأتي بعض المبادرات كقطرات ندى تنعش الأرواح وتطفيء نيران الحقد والفاقة.

قبل أيام أخبرتني الصبية الشابة زهراء عماد الربيعي المتخرجة توا من كلية الطب، عن مصادفة واجهتها أخيرا بعد عودتها من السفر، وأثناء تسلم الحقائب في صالة مطار بغداد، حيث تعرض رجل مسن أمامها لوعكة صحة طارئة كادت تفقده حياته، بعدما اختنق وتوقفت نبضات قلبه للحظات. أسرعت زهراء لإجراء كل الإسعافات الأولية في أول درس تطبيقي عملي لها خارج أروقة الجامعة أو المستشفيات.. ومرت لحظات حرجة كانت الصبية والرجل في صراع محتدم مع الموت، وبذلت زهراء اقصى طاقتها في إجراء عملية التنفس الاصطناعي وغيرها من الإسعافات، حتى استعاد الرجل وعيه وانتظمت نبضات قلبه، وسط ذهول المسافرين وإدارة المطار، ممن تجمعوا حولهما مصفقين مشجعين ومحيين بسالة الصبية في إنقاذ روحٍ قبل مفارقتها الحياة .

نقطة مضيئة أخرى عرضتها أحدى قنوات التلفزيون عن مجموعة تدعى "سنابل المستقبل" أخذت على عاتقتها إدامة الظلال في حزام أخضر يحيط بقضاء سنجار في نينوى، متبرعة بزراعة ألف شجرة بهدف مكافحة التصَّحر وإيقاف الكثبان الرملية وإشاعة الجمال، على حد قول منظمها الشاب فؤاد حجي..

أما مشروع الألف دار مجانا للفقراء من الأرامل والأيتام، فقد بدأ من مبلغ ألف دينار فقط تبرع بجمعه المفوض في الشرطة الاتحادية سيف عباس كطوف، ضمن مشروع "الألف دينار" الذي انطلق في عام 2019 بمبادرة شخصية لا تعتمد تمويلا حزبيا أو دينيا، لمساعدة العوائل التي لا تمتلك رواتب ولا معيل.

أعتمد سيف عباس هذه المرة على الوجهة الايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، فأطلق نداءه بتبرع الألف دينار، وفعلا تمكن عبر تجاوب الناس من بناء خمسين دارا في مناطق متفرقة من مدينة الشوملي – محافظة بابل، في أول سنة. وفي هذا العام اشترى دونمين طابولأرض زراعية وشيد عليها مجمعا سكنا مؤلفا من 25 دارا بمساحة 120 متر مربع لكل دار، وسعى لتزويدها بجميع الأجهزة الكهربائية اللازمة. وبالتعاون مع الدوائر الخدمية في المحافظة جُهزت المنطقة بشوارع مبلطة مع توفير الماء والكهرباء.

هكذا يحقق سيف حلمه ببناء ألف "وطن" لمواطنين فقراء، موجها دعوة للميسورين من الخيرين لدعم المشروع، الذي لا تزيد كلفة بناء البيت الواحد فيه على ما بين 10 و15 مليون دينار.

عرض مقالات: