ليس لنا إلا أن نقف احتراماً لقامة نسوية عراقية، برزت في مجال العمارة والتصميم الداخلي إلى جانب تألقها في المجال الأدبي.
فاتن شخصية ميدانية عرفناها في مناسبات عديدة. ومن يطّلع على سيرتها المهنية يقف عند محطات لافتة.
فهي البصريّة من مواليد 1966، تخرجت في كلية الهندسة بجامعة بغداد - قسم العمارة في العام 1989، وحصلت على الماجستير في العمارة الداخلية.
عملت بعد التخرج في منشأة الفاو العامة وساهمت في حملة الإعمار التي أعقبت حرب الخليج الثانية. ومن المشاريع الأخرى التي ساهمت بتنفيذها مشروع توسعات أبنية جامعة بغداد في الجادرية.
افتتحت شركتها في بغداد (الصرّاف للمقاولات الهندسية) في العام 1996 ونفّذت من خلالها أعمالاً عديدة، أبرزها مشروع إعادة إعمار مبنى مصرف الرافدين في شارع الرشيد.
غادرت إلى الأردن عام 1998 وشاركت في تصميم وتنفيذ بعض مشاريع القصور الملكية ومشروعَي السفارة الفرنسية والسفارة الكويتية في عمّان. ثم غادرت إلى الإمارات وشغلت عدّة مناصب منها مدير عام المكتب الهندسي التابع لحكومة دبي. وساهمت في مشاريع قصر الرئاسة في أبو ظبي، وبرج بنك أبو ظبي الوطني، ومنتجع مدينة جميرا السياحي، وسوق مدينة جميرا وهو سوق شرقي مذهل بواجهاته الخشبية على طراز الأرابسك الجميل، ومشروع إعادة تأهيل المدارس الحكومية في دبي، ومشروع مركز دبي للتوحّد، والمركز الإسلامي الثقافي في دبي، بالإضافة إلى مشاريع القصور الخاصة.
في 2009 افتتحت شركتها الخاصة في دبي والمتخصصة بمجال التصميم والتنفيذ الداخلي، ثم أسست فرعها الثاني في سيدني بأستراليا في العام 2016، وما زالت الشركة تمارس عملها حتى اليوم.
حازت الصراف على جوائز وشهادات مرموقة منها شهادة التميز من حكومة دبي، ورشحت للقائمة القصيرة للمشاريع السكنية - جائزة العمارة في لندن للعام 2015، وللقائمة القصيرة في جائزة (تميُّز) المعمارية عن فئة النساء في العمارة والإنشاء - العراق ولندن للعام 2015 والعام 2018.
وفي مجال الأدب أصدرت كتابها الأول (شجرة البمبر) عام 2017، وهو سردية شخصية معززة بالصور عن مسيرتها ويومياتها على مدى 50 عاماً كامرأة عراقية، ومهندسة وزوجة وأم. ثم أصدرت في العام 2018 روايتها الأولى (كوخ العم نجم).
بعد 25 عاما من العمل وتراكم الخبرة عادت إلى العراق، لتفتتح قبل أيام مكتبها الهندسي في بغداد (فاتن الصراف - معماريّون) للاستشارات الهندسية.
أهلاً وسهلاً بكل كفاءة عراقية مخلصة.