بحماس وبروح شبابية متَّقدة، تحدث المخرج السينمائي عدي رشيد بعد عرض فلمه "أناشيد آدم"، المُنتج محليا والفائز بجائزة البحر الأحمر، في حفل افتتاح مهرجان العراق السينمائي الدولي بدورته الأولى، والذي أقيم في 19-22 الشهر الحالي في "قرية دجلة" ببغداد، مؤكدا دور الفنانين السينمائيين الشباب، في صنع فرص نجاحهم وتقديمها ضمن صناعة سينمائية عراقية واعدة.
وفي الحقيقة أحرز المهرجان نجاحا باهرا على الرغم من إقامته دون تجربة سابقة، سواء من حيث التنظيم والاستقبال، أو في تقديم عروض 226 فلما قصيرا ووثائقيا مشاركا، بينها أربعة أفلام روائية طويلة، قُدمت حسب جداول عرض نشرت في صحيفة المهرجان اليومية "مسلة الشباب السينمائية".
المفرح أن طاقة الشباب الإيجابية، المتمثلة في كوادر وزارة الشباب والرياضة، راعية المهرجان، ومن المتطوعين، انعكست على أجواء الأيام الأربعة بألق بغدادي جميل.
وتأتي أهمية المهرجان بحسب خالد آل زهراو المدير التنفيذي، من تقديم عروض أفلام شبابية عراقية أنتجت خلال عام2024، وكانت من مخرجات ورش أقيمت بشأن حيثيات صناعة السينما، مثل كتابة السيناريو والإخراج وغيرهما من الأمور الفنية، وقد أقيمت في بغداد ونينوى وذي قار وميسان، و ستتواصل إقامتها قريبا في باقي المحافظات.
وكانت قد قدمت للمهرجان 103 مشروعات أفلام، تنافست للحصول على 6 منح مالية لستة مخرجين شباب، لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين، وتم اختيار مشاريعهم من قبل لجنة تحكيم برئاسة الناقد السينمائي علاء المفرجي، وعضوية د. صفاء جبارة صنكور القادم من لندن، والفنانة د. آلاء نجم، والمخرج البحريني عمار زينل، والمخرج العراقي مهند حيال.
و قدم المهرجان خمس جوائز للأفلام الفائزة، بينها التمثال المصغر لشعار المهرجان بتوقيع الفنان العراقي العالمي أحمد البحراني.
وكان الحدث الأبرز حضور المنتج العراقي المغترب بيتر خماس، الذي ساهم بافتتاح أكثر من ثلاثة آلاف صالة عرض حول العالم، واعلان هدفه المتمثل في إنشاء دور عرض محلية، مع دعمه وافتتاحه صالة سينما فوماكس بمواصفات عالمية في "قرية دجلة" ببغداد، فضلا عن سعيه بالتعاون مع المهرجان لتنظيم شراكات في تبادل الأفلام وتسويقها والمشاركة في المهرجانات، وقبلها في دعم إنتاج الفيلم العراقي. فالفعل برأيه هو أولا وقبل كل شيء.. وفعليا سيشارك المهرجان بأربعة أفلام عراقية في مهرجانات عالمية قريبا .
وأكد خماس في الوقت نفسه دعم إنشاء مزيد من صالات العرض، إلى جانب التعاون مع مجموعة من مستثمرين يشترون الأفلام العراقية تجاريا، للحصول على مصادر تمويل مستدامة لإنتاج أفلام أخرى، وعرضها للجمهور المحلي الذي سيساهم بدوره في صناعة الأفلام عبر إقباله على شبابيك التذاكر.
وتجسد حماس المهرجان أيضا في المؤتمر الصحفي للدكتور أحمد المبرقع وزير الشباب والرياضة الذي أعلن عن تصميم الوزارة على إقامته سنويا، وان التحضير للمهرجان القادم سيبدأ حالا بعيدا عن الصورة النمطية للوزارة، على إنها تُعنى بالرياضة حصرا.