اخر الاخبار

الأحلام ليست حكراً على أحد، أو فئة، هي مشاعة للجميع !تتنوّع على وفق طموحات المرء ذاته. منها الذي يتحقق، أو يظلّ حلماً عابراً !

ولأننا نعيش الأحلام منذ نعومة أظافرنا، فما علينا سوى أن نبحثَ عن سبيلٍ لتحقيقها !

ذات مرّة شاهدتُ فيلم (اللعب مع الكبار) للفنان عادل إمام، فيه يقوم البطل بكشف الفاسدين والقتلة عن طريق صديقه، الذي يؤدي دوره الفنان الراحل محمود الجندي، حيث يكتشفهم عند التخابر فيما بينهم كونه يعمل في الشبكات السلكية. وحينما يسأله ضابط الأمن الذي يؤدي دوره حسين فهمي: كيف عرفت ذلك ؟! يجيبه :عن طريق الحلم !!

وتتوالى الأحداث ويخضع للتحقيق والتعذيب على يد ضابط أمن آخر،  لكنّه يصرّ على إجابته: الحقيقة كنت أحلم، أنا دائما بحلم ! ويتحمل التعذيب كي لا يشي بصديقه الذي يعطيه المعلومات. لكن في النهاية يقع الفاسدون والقتلة في الفخ، ليلقى القبض عليهم. لكنه عند اكتشاف أمر صديقه حسن من قبل الرؤوس الكبيرة للفساد يُقتل، وحين يصل إليه في النهاية ويجده مقتولا يصرخ بقوة : أنا حَحْلم ،، حَحْلم !!

استذكرت هذا الفيلم الآن ونحن نعيش أيامنا كلها منذ مجيئنا لهذه الحياة، بالأحلام التي نتمنّى أن تتحقق ذات يوم !!

حَلُمْنا أن يسقط النظام الديكتاتوري الفاشي ونتنفس هواء الحرية ونحقق أحلامنا البسيطة جداً والتي لا تتعدى العيش الكريم والملاذ الآمن والسكن اللائق والمريح والوظيفة أو فرصة العمل والتعليم الجيد والفحص والعلاج المتوفر والخدمات بكل أشكالها من ماء وكهرباء وطرق معبّدة وعمران وعلاقات محبّة مع الجميع !!

وسقط النظام غير مأسوف عليه، لكن لم تتحقق أحلامنا أبداً، بل ساءت الأمور أكثر.

هبّ الشباب بثورة جبّارة ذات تشرين مطالبين بتحقيق جزء من هذه الأحلام إن لم يكن كلّها، لكن قوبلت ثورتهم وأحلامهم بالرصاص، فتخضّبت الشوارع والساحات بدماء فتيةٍ آمنوا بالوطن، وصار شعارهم وهتافهم وحلمهم: نريد وطناً، وطناً حراً، وعيشاً بكرامة!

طالبوا بالإصلاح دونما فائدة، لأنّ مَنْ يُمسك زمام الأمور يشيح بنظره وسمعه عن كلّ ما يجري من فساد وسرقات مهولة، ولعب على الحبال بكل شيء !

لهذا نظل نكرر النشيد الوطني: موطني هل أراك سالماً منعّما ، وغانما مكرّما ؟

ونظل نصرخ : سنحلم، ونظل نحلم، حتى نحقق الحلم!

عرض مقالات: